فلسطين البوصلة

بينما يتناطح العرب، بين مؤيد لتركيا ومعارض لها، يأتي قرار "غوغل" و"آبل" بحذف كلمة فلسطين من خرائطهما نهائيا، وتعويضها بكلمة الضفة الغربية، لتذكيرنا بما نسيناه وسط هذه الصراعات المصطنعة، فلسطين والقدس وما أدراك.منذ أن بدأت عمليات التطبيع العربية مع دولة الكيان الصهيوني تسير في العلن، مباشرة بعد الشروع في ترتيبات الشرق الأوسط الكبير، وبعدها ما سمي ب"صفقة القرن" تراجع الحديث بشكل كبير في وسائل الاعلام العربية عن القضية الفلسطينية التي كانت هي القضية المركزية للأمة، وقد تحولت "إسرائيل" إلى صديق حميح، تطلب وده جميع الأنظمة ما عدا دولتين أو ثلاثة باعتراف نتانياهو، بينما اصبح العدو الذي تطارده مجمل النظم العربية المهترئة هي الاخوان المسلمين.
هذا يعني :
أن كل من زاغ بصره وبصيرته عن فلسطين الى ما سواها من القضايا الهامشية، هو ضمن مشروع الصهيونية العالمية لابتلاع المنطقة، وإشغالها بحروب داخلية فارغة، تكرس الانقسام وتستهلك القوى، لتثبيت تهويد فلسطين الى الأبد.
كما يعني أن كل محاولات الانعتاق من الهيمنة والديكتاتورية لن يكتب لها النجاح قبل تحرير القدس وكامل فلسطين، وأن اي محاولة للاعتراف بالأمر الواقع، والتطبيع مع الصهاينة كما يفعل عرب الخليج معناه التفريط في أولى القبلتين وثالث الحرمين، مقابل البقاء في سدة الحكم، وهذا ما لا ينبغي للشعوب أن تسقط فيه وأن تقاومه ولو بإبقاء القضية حية في ضمير الأمة، لعل جيلا قادما أكثر شرفا منا، يستعيد ما فرط فيه الآباء والأجداد.