ترتبط القصيدة بتاريخ المجتمع الذي تعبر عنه، ويرفدها هذا الأخير بمعطيات الرؤيا وتشكيلها. وهي -أي القصيدة- إذ تستمد ركائزها في بنائها اللغوي من الأبنية الثقافية التي ينتمي إليها الشاعر لا تستلزمُ أن يخضع الشاعر لهذه الثقافة، بل إنه يكشف تناقضاتها، ويبرز مقدرته على التخلص من آنيتها، ومن همه الداخلي، ليستبدله بما في داخله، فـ "الشعر يقدم ذلك الـ"داخلي" الذي يكون بطريقة ما حيًّا، الذي يملك روحا حية ويتنفس وعيا وعقلا وثقافة" هي في المحصلة ثقافة تكتنز في بنيتها العميقة دلالاتٍ إنسانيةً وحضارية تتصل بها تجربة الشاعر وتحفل بمنطوقها، وتعبرُ عن مكنوناتها.
يسعى الشاعر جاهدا على أن ينشد عالما إنسانيا لا يمكن تعريفه إلا "بوصفه عالما من الدلالة في الأساس، إذ لا يمكن وصف العالم بأنه (إنساني) إلا بمقدار ما يدل على شيء ما" يؤكد شيئيته بطريقة ما محاولةُ تخطي الشاعر حدود الواقع الممكن، إلى أفق أكثر رحابة في مكونه الإيديولوجي أو الثقافي .
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 27/09/2021
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - خالد عيادي
المصدر : جسور المعرفة Volume 2, Numéro 7, Pages 148-163