الجزائر

“فعالية برنامج تعليمي علاجي في تحسين مستوى الاستعداد للالتحاق بالمدرسة لدى أطفال الروضة المعرضين لخطر صعوبات التعلم”



تؤكد الكتابات النظرية والدراسات الأمبريقية في مجال الطفولة الأهمية المباشرة وغير المباشرة التي تترك بصماتها على تكوين شخصية الفرد في مراحل حياته المختلفة، وذلك لضمان التأهيل والاستعداد والتهيؤ للحياة المدرسية. وفي إطار تحليل الأطر النظرية التي تناولت المشكلات النمائية والأكاديمية للأطفال بصفة عامة، وأطفال الروضة بصفة خاصة أكدت ليلى الموسومي ) 2005 ، 66 ( وأميرة بخش ) 2006 ، 3( أن الأطفال يواجهون الكثير من المشكلات النمائية والتربوية والاجتماعية، ومن تلك المشكلات؛ المشكلات المرتبطة بصعوبات التعلم. وتعد المهارات قبل الأكاديمية Pre Academic Skills بمثابة أفضل المؤشرات على مستوى التعلم اللاحق بالنسبة للأطفال، كما تعد أيضاً أفضل مؤشر للدلالة على صعوبات التعلم التي يمكن أن يتعرض لها طفل الروضة. ويرى عادل عبد الله )- 2006 ب، 22 ( أن صعوبات التعلم تعتبر إحدى فئات التربية الخاصة أو فئات غير العاديين بل إنها تعد في الواقع من أكثر هذه الفئات عدداً، وترتبط هذه الصعوبات بالمؤشرات الدالة على القصور في المهارات قبل الأكاديمية لأطفال الروضة كمؤشر لصعوبات التعلم، وقد أكد وليد السيد ومراد عيسى ) 2009 ، 25 ( أن وجود تلك المؤشرات السابقة يمكن أن تدل على احتمال حدوث مشكلات أكاديمية لاحقة للطفل في المرحلة الابتدائية، وهذه المؤشرات تجعل مستوى مهارات الطفل قبل الأكاديمية منخفضة بدرجة تدل على القصور، وتتمثل هذه المهارات قبل الأكاديمية في: )التعرف على الحروف، والأرقام، والألوان، والأشكال، والإدراك والوعي الفونولوجي(، ومن هنا يكون اتجاهه نحو الروضة سلبياً ويقل اهتمامه بها. وتأكيداً لما سبق فقد أشار عادل عبد الله )- 2006 أ، 89 ( إلى أنه يوجد بين الأطفال في هذا السن قصور ينظر إليه الكثيرون على أنه نمط واحد أو أكثر من صعوبات التعلم أو تلك المؤشرات الدالة عليها، ولكن هناك حقيقة مؤداها أن جميع الأطفال في هذه الفترة يمرون ببعض القصور الذي يمكن النظر إليه نظرة عادية، فعندما يكون هناك طفل في الثالثة من عمره غير قادر على أن ينطق بعض الكلمات نطقاً صحيحاً ويعاني أيضاً من بعض المشكلات التي تتعلق بالنطق، أو عدم 170 القدرة على إدراك الأصوات أو التمييز بينها، أو عدم القدرة على التمييز بين الحروف الهجائية أو الأرقام أو الأشكال أو الألوان، فإن هذا يعتبر قصور في بعض المهارات قبل الأكاديمية لطفل الروضة. ويتضح من خلال التحليل الدقيق في مجال التعرض لخطر صعوبات التعلم من خلال القصور في بعض المهارات قبل الأكاديمية مدى التأثيرات السلبية على مستوى استعدادأطفال مرحلة الروضة للالتحاق بالمدرسة، إذ يعتبر الاستعداد للالتحاق بالمدرسة هو مقياس لمستوى استعداد ونجاح الطفل في المدرسة اجتماعياً ومعرفياً وعاطفياً، ويعتبر هذا المصطلح من المصطلحات الهامة في العصر الحالي بسبب ما يتعرض له الأطفال في مرحلة الروضة من صعوبات نمائية كانت أم أكاديمية على خفض هذا الاستعداد، وترجع قلة الاستعداد للالتحاق بالمدرسة لدى الأطفال إلى صعوبات أكاديمية وخاصة في القراءة، حيث إن معظم هؤلاء الأطفال غير قادرين على القراءة بشكل جيد،وهذا ما أكدته دراسات مارشال ) 2003 ، Marshal )89 وجريج ) 2007 ، Greg )1431 وعلاء الطيباني .)2008( ونتيجة لأهمية البرامج العلاجية بصفة عامة والبرامج التعليمية العلاجية بصفة خاصة في تحسين وتنمية المهارات قبل الأكاديمية للأطفال، فقد أكدت الكتابات النظرية في هذا المجال إلى ضرورة استخدام برامج التدخل المبكر للأطفال التي تهتم بالتركيز على المهارات قبل الأكاديمية للأطفال، حيث أن هذه المهارات تساعد بدورها على تحسين مستوى الاستعداد للالتحاق بالمدرسة الابتدائية، ولقد أشار جريج ) 2007 ، 1430 ( Greg أن أكثر الأطفال عزوفاً عن الاستعداد للالتحاق بالمدرسة هم أولئك الذين لديهم صعوبات في القراءة والعمليات الحسابية البسيطة، أي من يعانون من صعوبات أكاديمية. وفي ضوء ما تقدم يحاول الباحث القيام بإعداد وتصميم وبناء برنامج علاجي يهدف إلى تحسين القصور في بعض المهارات قبل الأكاديمية لطفل الروضة المعرض لخطر صعوبات التعلم وتنمية بعض المهارات الاجتماعية لديه، ومنها تحسين مستوى استعداده للالتحاق بالمدرسة.

تنزيل الملف


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)