كان الأديب الجزائري، واسيني الأعرج في الموعد واستجاب لقرائه في بلاد الرافدين بعد أن فرقت بين الطرفين الحرب للعديد من السنين، فكانت مناسبة معرض بغداد الدولي للكتاب للقاء من جديد، وشاءت الشاعرة اللبنانية «مي زيادة» همزة وصل بين مبدع يملك قصة حب مع تربة جمعت بين الحضارات رغم هزات المدافع وتداعيات القصف سنينا من الزمن. حل ابن تلمسان بالعراق والتقى بقراءه في حصة بيع للإهداء خاصة بروايته «ليالي إيزيس كوبيا».
كتب الأعرج على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك» وهو يحمل في قلبه فرحة العودة من جديد إلى بلد عشقه كمبدع كرمته العراق كإنسان وكرفيق قلم ومحب للعلم والمعرفة، ليقول عن لقاء أمس، ما يلي «اجمل هزة لكاتب أن يجد جمهوره الذي يقاسمه حبا قديما. شكرًا لقراء العراق الرائعين. فقد أغرقوني بكبير حبهم.» واسيني لم تكف له حصة واحدة لإرضاء معجبيه سد رمق هؤلاء الذي عانوا من العطش العلمي وسعت قوى الشر تجفيف منابع النور في وطنهم لعلهم تنسيهم أنه كان منذ زمن منبعا للثقافة وشمسا أنارت فضاء العلم. تربة الجاحظ، السياب، المتنبي، نازك الملائكة، احمد مطر وآخرين قامت من تحت الردم ورفضت الموت بل واجهت الخراب وحوّلت العدم إلى معجزات، تغلبت على محنها وضمدت جروحها فكان الكتاب خير سلاح.
معرض بغداد الدولي للكتاب الذي انطلقت فعالياته من 29 مارس الماضي، وتستمر إلى غاية 8 أفريل الجاري، أراد المنظمون أن يبعثوا به الحياة من جديد في كل فج احتفظ بحبر الكتاب وفكرهم. عراق بماض أسود، وسواد حاضره لن يكون إلا بمداد من رفض أن يموت أو يدفن حيا.
واسيني لم ينكر جميل «أم الحضارات»... من البصرة، الموصل، بغداد، وفلوجة …أماكن اكتشفها جيل التسعينات بقصف الأمريكان وعرفها السابقون بأماكن قرأت فيها الموشحات والمعلقات. بذاكرة لم تمح التفاصيل العديدة والمواقف الجريئة لأهل العراق، عاد المبدع فكان اللقاء حميميا، وعادت لواسيني ذكريات سنين الجامعة والندوات التي خلدت الحلاج وأمثاله.
حاول واسيني تخليد وأرشفة اللحظات التي يشعر من خلالها الكاتب أنه أميرا بين من يحلل جمل نصوصه ويقدر علو كعب المفكر المنير.
جاءت رواية واسيني الأعرج «ليالي إزيس كوبيا» في 351 صفحة وهي صادرة عن «دار الآداب» في بيروت، ووقع نسخا منها ضمن العديد من المواعيد الأدبية الكبرى في الجزائر وفي بقية البلدان العربية.
وصرح صاحب رائعة «سيدة المقام» في إحدي لقاءاته مع الصحافة متحدثا عن هذا الانتاج الأدبي «سوف تستغربون أن كاتبا جزائريا من آخر الدنيا جاء ليكتب عن لبنانية ويبحث عن أماكن عاشت فيها من الناصرة في فلسطين إلى مصر ولبنان.» وأضاف في ذات السياق «كانت لدي الحشرية لأن أذهب إلى الناصرة لأن معظم كتاباتها كانت تذكر فيها أصداء الكنائس والمآذن.. وحقيقة زرت منزلها هناك والمطل على المسجد الأبيض من جهة والكنيسة من جهة أخرى، وزرت السنديانة التي كانت تبقى تحتها».قبل أن يستغرب من عدم الاهتمام اللبناني بالأديبة الراحلة قائلا «عندهم قيمة ثقافية مثل مي زيادة لا يأتون إليها ولو بشكل رمزي أو أن يصنعوا لها مزارا أو مقاما يليق بها لأن مي زيادة كانت أول أو ثاني امرأة في الوطن العربي ممن أسسن صالونا ثقافيا ناقشن فيه القضايا الكبرى مع كبار المثقفين من أمثال طه حسين والعقاد وجبران والريحاني». ويشهد الصالون في طبعته هذا العام مشاركة 600 دار نشر من 18 دولة عربية وأجنبية، من بينها الكويت التي اختيرت «ضيف شرف» هذه الدورة.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 04/04/2018
مضاف من طرف : tlemcen2011
صاحب المقال : ز.أس
المصدر : elmihwar.com