الجزائر

فضيلة إمكان المداومة على الذِّكر



فضيلة إمكان المداومة على الذِّكر
عَدَّ العلماء، رحمهم الله، من فضائل الذِّكر وأرجحيته على غيره من الأعمال الصّالحة أنّه تُمكِنُ المداومة عليه في جميع الأوقات والأحوال، لأنّه غير مؤقَّت بوقت، بل هو مأمور به على الدوام، ويتعاطاه المحدِث والجُنب والمشغول والفارغ، ولا هكذا غيره من الصّلاة والصّوم والتِّلاوة، فإنّ لها شرائط تتوقّف عليها، وأوقات لا تصحّ إلاّ فيها، وأفضل الأعمال الصّلاة، وهي ممنوعة في نحو ثلث النّهار من بعد صلاة الصبح إلى ارتفاع الشّمس، ومن بعد صلاة العصر إلى الغروب، والصّوم ممنوع إلاّ في النّهار. وقراءة القرآن الكريم ممنوعة على صاحب الجنابة وغير محبوبة من صاحب الأشغال الّتي تُفرِّق القلب، حيث لا يجتمع معها قلبه، وذلك لحرمة القرآن وجلالته. وأمّا الذِّكر، فقد وسّع الله الأمر فيه رحمةً لعباده ومِنَّةً عليهم، ومع ذلك، فالمؤونة فيه قليلة، والكلفة خفيفة بالنسبة إلى غيره، ففَضْل الذِّكر من هذه الحيثيات غيرَه من الأعمال، وإن كان لبعضها فضل عليه من حيثيات أخرى. فمن خصوصيات الذِّكر خِفَّة المؤونة فيه مع فضله، وأنّه يمكن المداومة عليه، حتّى إنّه ينبغي لمَن يكون على حالة يكره له فيها أن يذكر الله بلسانه، مثل الخلاء والجِماع، أن لا يغفل عن ذِكر الله بقلبه. كذلك قال العلماء، رحمهم الله، فلا تزال، رحمك الله، ذاكراً وإنّ كنتَ صانعاً ومحترفاً وملابساً لشيء من أشغال الدّنيا، فلازم الذِّكر مع ذلك بقلبك وبلسانك، حسب الإمكان. الإمام عبد الله بن




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)