الجزائر - A la une

فضل فرنسا على الجزائر الجدير بالذكر



فضل فرنسا على الجزائر                                    الجدير بالذكر
لا بأس إن استعرتُ من الروائي الجزائري الكبير ياسمينة خضرة عنوان روايته “فضل الليل على النهار” التي حولت إلى فيلم سينمائي كبير ومثير ... وعنونتُ عمودي هذا ب”فضل فرنسا على الجزائر” ... فرنسا الاستعمارية بالذات ... نعم إن أفضال هذه الدولة العظمى على الجزائر والجزائريين لا تعدّ ولا تحصى ولا ينكرها إلا جاحد أولئيم ... فبفضل فرنسا تعلمنا أمورا عدة ما كنا لنتعلمها لو لم تطأ أقدامها الكريمة أرضنا الجرداء المليئة بالأعراب والبرابرة المتخلفين البدائيين... لولا فرنسا ما كنا لنعرف معنى للوحشية والاستبداد والقهر والقتل والدفن الجماعيين ... ما كنا لندرك كنه ومفعول الإشعاعات النووية ولا معنى الحرق الجماعي بالنابالم ... بفضل فرنسا اتسعت دائرة الفقر والجهل والأمية في بلادنا ... بفضلها اغتصب الكولون والأقدام السود أراضينا وصيّرونا عبيدا في مزارعنا الخصبة وأرضنا المعطاء ... بفضل فرنسا أثرينا قاموسنا اللغوي بكلمات خالدة كالشهداء والمجاهدين والفدائيين والمسبلين والتضحية والكفاح والجهاد وحب الوطن حتى الموت ... وأثرينا هذا القاموس أيضا بعبارات جديدة وافدة على اللغة مثل الحركة، الڤومية، البياعين، أذناب فرنسا، بوشكارة، الأهالي الأنديجان، الكولون، البيكو وغيرها كثير من الكلمات والألفاظ التي تحمل دلالات معينة لا يعرفها إلا الجزائريون وحدهم ...
فضل فرنسا على الجزائر أنها جعلت بلادنا لأكثر من خمسة عقود قبلة لثوار وأحرار العالم ورائدة لحركات التحرر في شتى بقاع الدنيا ... نعم فضل فرنسا على بلادنا أنها أبرزت لدى شعبنا روح مقاومة لا تقهر فوهبنا العالم أسماء عديدة وكبيرة في التضحية ونكران الذات ... وبفضلها عرف شعبنا وبقية شعوب العالم الوجه الحقيقي للحضارة الأوروبية، وللثقافة الغربية المدعية لحقوق الإنسان واحترام الروح البشرية والممجدة للقيم االإنسانية النبيلة ... ليطمئن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ومعه السيدة يمينة بن قيقي الوزيرة المنتدبة لدى وزير الخارجية الفرنسي المكلفة بالفرانكوفونية على حسن نوايانا واعترافنا بهذا الجميل وهذه الأفضال الجمة المتعددة والمختلفة .. وعليهما أن يدركا أيضا بالمقابل أن أفضال الجزائر على فرنسا مهمة للغاية وأن مصالحها آمنة مستقرة مستمرة ... فبفضل الجزائر والمسؤولين الجزائريين لم تنقرض اللغة الفرنسية وما زالت بها بعض حشاشة ... ففي بلادنا يوجد من يحب فرنسا أكثر مما يحب الفرنسيون بلدهم ... نعم سيدي هولاند وسيدتي بن قيقي عندنا رهط يحرصون على رعاية مصالحكم من دون أي تكليف من أحد ويسعون إلى ترضيتكم عزاؤهم الوحيد أن يظلوا في خدمتكم عبيدا لكم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها...
أفضالنا عليكم أننا طردناكم بالبارود وها نحن نستقبلكم بالورود ... وكل خمسينية والجزائر واقفة ...


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)