الجزائر - A la une

فضل النّفقة الطيِّبَة في الحجّ



فضل النّفقة الطيِّبَة في الحجّ
يُعدّ الحجّ الركن الخامس من أركان الإسلام، وقد قُيِّدَ هذا الركن العظيم بالاستطاعة، فإذا ما وُجد هذا الشّرط وَجَب على المسلم الحجّ، وحيث انتفى هذا الشّرط سقط الوجوب عنه، يقول الله سبحانه وتعالى: {وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً} آل عمران:97.وردت أحاديث نبويّة شريفة تحثّ المسلم وتشجّعه على النّفقة في الحجّ، وعدم البُخل على أداء هذا الرّكن العظيم، وتوضّح فضيلة هذه العبادة، منها ما رواه الشّيخان من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: سُئل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أيّ العمل أفضل؟ قال: ”إيمان بالله ورسوله”، قيل: ثمّ ماذا؟ قال: ”الجهاد في سبيل الله”، قيل: ثمّ ماذا؟ قال: ”حجٌّ مبرور”. وقال: ”العُمرة إلى العمرة كفّارة لمَا بينهما، والحجّ المبرور ليس له جزاء إلّا الجنّة” رواه البخاري.وفي حديث آخر واضح الدّلالة على ثواب النّفقة في الحجّ، والّذي يدعو الحجّاج إلى عدم البُخل في النّفقة في الحجّ، فقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ”النّفقة في الحجّ كالجهاد في سبيل الله، الدرهم بسبعمائة درهم” رواه أحمد والطبراني، وصحّحه المُنْذِري والسيوطي والبوصيري.كما جاء في حديث عبد الله بن بُريْدة عن أبيه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ”النَّفَقَةُ فِي الْحَجِّ كَالنَّفَقَةِ فِي سَبِيلِ اللهِ سَبْعِينَ ضِعْفًا”. وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قام رجل إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقال: مَن الحاج يا رسول الله؟ قال: ”الشّعث التفل”، فقام رجل آخر فقال: أيّ الحجّ أفضل؟ قال: ”العج والثج”، فقام رجل آخر فقال: ما السّبيل يا رسول الله؟ قال: ”الزاد والرّاحلة”، أي المواصلات والمال للإنفاق على المسكن والمأكل، ومَن لم يمتلك هذه النّفقات فلا يلزمه أو لا يجب عليه الحجّ، فلا بدّ من الاستطاعة المالية والبدنية، كما قال تعالى: {وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً}.فلا بدّ أن يمتلك الحاج نفقات رحلة الحجّ حتّى يُسافر ويعود لأهله بحجّ مبرور وذنب مغفور وسعي مشكور، ولا يتسَوّل في الحجّ، أو يسأل الآخرين المساعدة باستمرار، فيزعج بقية الحجّاج، إضافة لسقوط هيبتِه، وإذلال نفسه. ولا بدّ أن تكون هذه النّفقة كافية لجميع تكاليف حجِّه، ولِمَن يجب عليه الإنفاق عليه؛ إلى أن يرجع إلى بلده، فإذا توفّرت هذا النّفقة له ولمَن يعول؛ وجب عليه الحجّ، وإلّا فلا. والّذي ينبغي على مَن عزم على الحجّ أن يوفّر لأهله ما يحتاجون إليه من مئونة ونحوها لئلّا يحتاجوا إلى النّاس، أو يتعرّضوا للضّياع، ولا يجوز له أن يتركهم من غير نفقة لقول النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ”كفى بالمرء إثْمًا أن يُضيِّع مَن يقوت” أخرجه أحمد وأبو داود، ثمّ عليه أن يَطيبَ بها نفسًا، ويَحتسبها عند الله تعالى، فقد صحّ عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال: ”إنّ المسلم إذا أنفق على أهله نفقة وهو يَحتسبها كانت له صدقة” أخرجه البخاري ومسلم.وهذه النّفقة الّتي يبذلها لأهله، أو يُنفقها في حجّه؛ ينبغي أن تكون من مال طيِّب حلال لا شُبهة فيه، لأنّ ”الله طيِّبٌ لا يَقبَل إلّا طيّبًا” رواه مسلم.وعلى الحاج أن يأخُذ لنفسه النّفقة الكافية حتّى يستغني بفضل الله الّذي أعطاهُ عن الحاجة إلى ما في أيدي النّاس، ولا يسأل النّاس، أو يتطلّع إلى ما في أيديهم، فإنّ ”مَن يَسْتَعْفِف يعفه الله، ومَن يَستغن يُغْنِه الله” رواه البخاري ومسلم.ما أهم الخطوات الّتي تلزم الحاجّ أن يفعلها قبل السفر لأداء مناسك الحجّ؟❊ على قاصد بيت الله أن يُخلص النيّة لله جلّ شأنه، فينوي التقرّب إليه سبحانه وحده لا شريك له بالقيام بمناسكه وفق هذي المصطفى صلّى الله عليه وسلّم، ولا يبتغي بحجّه سُمعة ولا رياء ولا مجرّد لقب الحاجّ دون عمل صالح وخُلق حَسن يصدّق نيته الخالصة وتوحيده الصافي من الشِّرك والرّياء، قال الله تعالى: {وما أُمِروا إلاّ ليعبدوا الله مُخلصين له الدِّين حُنفاء}.التوبة النّصوح من كلّ المعاصي، والاجتهاد في ردّ المظالم إلى أصحابها، وقضاء الديون الّتي عليه.الحرص على أن يكون زاده ونفقته حلالاً، لأنّ الله طيِّبٌ لا يقبل إلاّ طيِّباً، مع ترك النّفقة اللازمة لأولاده مدّة غيابه.الاجتهاد في رضى الوالدين، واسترضاء الأقارب والجيران، خاصة مَن كان منهم بينه وبينهم خصومة.التزوّد بالمعلومات الشّرعية المتعلّقة بأركان الحجّ وأحكام كلّ ركن حتّى لا يفوته القيام بأيِّ ركن فيفسد حجُّه أو يُعلَّق، والرّجوع إلى أهل العِلم والفتوى المتواجدين في مقرّات البعثة أو التابعين للوكالات السياحية.الالتزام بآداب السّفر الشّرعية الثابتة عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم.ضبط النّفس والأعصاب أيّام الحجّ، فلا يفسق الحاجّ ولا يُجادل ولا يُخاصم بسبب الزِّحام والفوضى، قال الله تعالى: {فمَن فرَض فيهنّ الحجّ فلا رَفَثَ ولا فُسوق ولا جِدال في الحجّ}، كما أنّ الإضرار بالمسلمين بالفعل أو بالقول محرّم شرعاً فكيف يفعله الحاجّ من أجل تأدية أمرٍ مستحبٍّ كتقبيل الحجر الأسود مثلاً؟!ونُنبِّه النّساء إلى عدم مزاحمة الرِّجال في الطواف لأجل تقبيل الحجر الأسود، فعن عطاء قال: ”كانت عائشة رضي الله عنها تطوف حجْرة من الرِّجال لا تخالطهم، فقالت امرأة: انطلقي نستلم يا أمّ المؤمنين، قالت: انطلقي عنّي، وأبَت..” أخرجه البخاري.ولمّا اشتكت أمّ سلمة رضي الله عنها قال لها النّبيذ صلّى الله عليه وسلّم: ”طوفي من وراء النّاس وأنتِ راكبة” أخرجه البخاري ومسلم. والله أعلَم.ما هو أقرب ميقات يُحرم منه مَن أراد تكرار العمرة لغيره؟❊ قياساً على عمل أمّ المؤمنين السيّدة عائشة رضي الله عنها بّأمر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، ذهب بعض أهل العِلم إلى جواز تكرار العمرة في السفر الواحد وذلك بالخروج إلى التّنعيم بعد الحجّ مثلاً ثمّ الاعتمار، وهذا لمَن أراد الاعتمار على غيره من الأموات، أمّا عن نفسه فتكفيه عمرة واحدة في سفر واحد، والله أعلَم.ع. ڤ




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)