الجزائر

فضاء القصة



فضاء القصة
تعذبت كثيرا ...وشقيت بسبب حلم جميل استيقظت منه فجأة...على رنين المنبه...وفي الليلة الموالية ،انتظرت أن انهي حلمي...لكن حلم تلك الليلة اختلف!...وفي الليلة التالية وكل الليالي....لا تزال صورة الحلم في مخيلتي...ليس حلما وإنما نصف حلم ! اللعنة على المنبه....أمي الحبيبة دائما . تضبط المنبه على الساعة السادسة صباحا...رغم أن موعد الدراسة هو الساعة الثامنة... الاستيقاظ...غسل الوجه...تسريح الوجه...غسل الأسنان بالمعجون...لبس الملابس ،ارتداء المئزر... تقبيل أمي ثم التوجه إلى المدرسة...رأيت نفسي أمشي عبر طريق طويل...وسط غابة كثيفة مليئة بأشجار التفاح والأجاص والموز والأناناس والعنب حتى وصلت إلى بيت كبير على شكل حبة بطيخ أحمر كبيرة.... انفتح الباب...وخرج منه أعز صديق لي في الحياة وأفضل زميل في المدرسة هواري، يرتدي ملابس جميلة زاهية الألوان ، وفوق رأسه قبعة جذابة....سمعت ضوضاء داخل البيت ! ابتسم ثم قال: اليوم عيد ميلادي ...تفضل ادخل ! ودخلت ...كل تلاميذ القسم وأيضا التلميذات حاضرون يرقصون ويغنون بمتعة كبيرة... وأيضا معلم اللغة الفرنسية "أنف الناي"،ومعلم اللغة العربية " موريانتي" ...من المفروض أن أكون أول المدعوين ،أنا صديقه الأثير الذي يقضي معه معظم وقته في المدرسة ، وفي الشارع! أنا أقرب الناس اليه من غير أهله ،وكل الناس يعرفون ذلك ! لو لم أتي صدفة لكان أخفى عني الأمر....أردت أن أوبخه بلطف لكني انشغلت بالتفرج على المأكولات اللذيذة الموضوعة على الطاولة البرتقالية اللون تتوسطها كعكة كبيرة ...عدد شموعها أربع وثلاثون شمعة ! .... .ررر... ررررر.... رر...استيقظت.... الحلم لم يعد،عذبني ذلك كثيرا...انتبهت أمي لحالي ...كل ليلة مضطرب ! كل ليلة أتوضأ وضوئي للصلاة! ! أثار ذلك فضولها فاقتربت مني في أحد الليالي وسألتني: لماذا تتوضأ كل ليلة؟........أنت لم.... أني أطارد حلما يا أمي....رأيت نصفه...أما النصف الأخر فقد أعياني كثيرا....أفسد المنبه على إكماله.... ابتسمت أمي ثم قالت: أي حلم جميل....لا يكون كاملا...هذه هي طبيعة الأحلام الجميلة ! ماذا رأيت؟ احكي لأمك.....وقصصت عليها ما رأيت وهي تنصت باهتمام شدني ..... أربع وثلاثون شمعة ! أنتما الآن تبلغان إحدى عشر سنة على ما أعتقد ! أنتما الآن أفضل صديقين بشهادة الجميع ، في المدرسة، وفي الشارع ، وكل الناس يتحدثون عن صداقتكما المميزة..... هذا شيئ أعرفه ! عندما تكبران يتغير كل شيئ وتتهشم صداقتكما...الاساءة تصدر من صديقك لأنه في المنام هو الذي لم يدعوك وأنت تحرص على تلك الصداقة لأنك ذهبت اليه في عيد ميلاده بدون أن يدعوك...ولما تبلغان الرابعة والثلاثين من السن ستنقطع تلك الصداقة أو يسيئ اليك اساءة تجرحك في الأعماق ! لن يفعل ذلك ...إننا نحب بعضنا ولا يفرق بيننا الا الليل، وأنت تعرفين ذلك جيدا ! قبلتني أمي ثم غطتني في الفراش... وقفت عند باب الغرفة ثم قالت مبتسمة: أتمنى أن أكون مخطئة في تفسيري ! وعلينا الانتظار...بعد عشرين سنة...لا تهتم بما قلته فقط استمتع بالصداقة ...الصداقة الحقيقية تكون في الطفولة فقط....المهم ....نم ...نم...نم...لا تفكر في شيئ...أقفلت زر الإنارة....نمت وقد اختفت كلية رغبتي في اكمال حلمي الجميل . 





سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)