الجزائر

فسيفساء فنية في 21 لوحة تشكيلية



يحتضن اليوم رواق حضارة العين بوهران معرضا فنيا للفنان التشكيلي المغترب زروقي بوخاري الذي سيعرض 21 لوحة من 14 إلى 29 نوفمبر الجاري يحمل شعار « بين الأفعال وبين النظرات»، حيث أكد أمس توفيق علي شاوش محافظ المعرض في تصريح خص به الجمهورية ،أنه بصدد التحضير لهذا الحدث الفني بوهران خاصة أن الفنان زروقي بوخاري ينتمي إلى الجيل الأول من الفنانين الذين كان عليهم تحمل مسؤولية حفظ الفن المعاصر الجزائري على الساحتين الوطنية والعالمية منذ معرضه الأول سنة 1971 تحت عنوان «من أجل قدوم الإنسان الجديد» .مضيفا أن رواق الفن لحضارة العين، أصبح فضاء للفن التشكيلي و البصري، و أنه يسعى رفقة الأسرة الفنية ، للتعامل بدينامكية ومسؤولية من أجل الرفع من شأن الفن المعاصر بكل تنوعاته، والالتزام بإنشاء تبادلات ولقاءات ما ببن الفنانين الذين يصنعون تاريخ الفن وأعمالهم تحف فنية شاهدة على مساهمتهم في وجود حياة فنية أصيلة و متميزة من خلال استضافة في كل مرة فنان معروف سواء كان ابن وهران ، أو فنانا من داخل أو خارج الجزائر.
وأضاف توفيق على شاوش في نفس سياق الحديث ، أن هذا المعرض الذي يحمل شعار « بين الأفعال وبين النظرات» للفنان التشكيلي زروقي بوخاري، ما هو إلا صورة مجازية لا تتوقف في الروعة، مليئة بتعابير قوية بالمشاعر والأحاسيس، بحوار ينفتح في الوهلة الأولى على عالم من الرموز والألوان، إنه أسلوب في حدود التجريدية والسريالية بتقنية تشكيلية تذكرنا بالأساتذة الأولين للانطباعية، مبرزا أن الفنان بوخاري من خلال مساره الفني، رفض أن يبق على أسلوب واحد في تعبيره وهذا على دأب الكثير ممن سبقوه، وأبدى ميله إلى العديد من الحركات الفنية التي كانت تملأ الساحة في سنوات الاستقلال، فبعد مروره بالمدرسة الوطنية للفنون الجميلة بالجزائر العاصمة وتكوينه في مدرسة الفن الدرامي بسيدي فرج تحت إدارة الراحل محمد بودية.
مشيرا لإبداع الفنان زروقي في المسرح في مجال الديكورات التي ترجمت أروع الأعمال المسرحية التي ألفتها أسماء بلغت شهرتها كل آفاق المسرح الجزائري (عبد الرحمن كاكي، عبد القادر علولة، كاتب ياسين..) وهذه التجربة والمهنية في المسرح جعلت منه فنانا يتمتع بمواهب متعددة (الرسم التشكيلي، النحت، سينوغرافيا..). كما تحدث توفيق علي شاوش بإسهاب عن ضيف رواق حضارة العين مؤكدا أنه يعتبر من ضمن الفنانين الأوائل الذين أنجزوا أعمالا بالتقنيات المزدوجة حيث تم استخدام النحاس المحفور ، بتمييز في الأصالة، كعنصر للتعبير الكتابي، وبذلك يكون زروقي قد انفصل عن أسلوب «أوشم» الذي كان وقتئذ يهيمن على الساحة الفنية حيث قطعت أعماله مشوارا طويلا حيث عمل الفنان على البحث عن ذاته وعن إعادة ابتكار أسلوبه بنجاح. فمن معرض إلى آخر، ومن خلال المناظرات مع الجمهور العريض، أخذ عمله التشكيلي يفرض وجوده على الدوائر الثقافية (أروقة، متاحف، ندوات جامعية، مقتني الآثار الفنية، وسائل الإعلام) .


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)