فسيفساء أولاد سيدي يحي

هي فسيفساء تبليطية رومانيـــــة اكتشفت اثر أعمال الأشغال لبناء قاعة علاج سنة 2000م بمحاذاة الطريق الولائي رقم 42 فـــــــي الجهة الغربية منها، الفسيفســــاء تمثل مشهد لصيد الخنزير البري (كاليدون) استخدمت فيـــــــــــها الحجارة الطبيعيـة الملونـــة ذات الحجــــم 1سم3 وهي مكـونـة من مشهد رئيسي وإطار خارجـــــي مستطيلـــة الشكــل، مقاساتـــــها (6.18x4.04) متلفة في القســم الجنوبي منها بالنسبة للتركيبــــة والنمط الإيكنوغرافــي يمكــــــن مقارنتهما بتلك التي نجدها علـى بعض التوابيت التي تعود إلــــى الفتـرة الانطونيــــــة المتقدمــــة والسيـفريـة المنجزة في ورشـات روما، أما بالنسبة إلى النوعيــــة الشكلية فهي تتجلى في التصويـر المتقن للشخصيات والمنظــــــــر عامة، وتتمثل الفسيفساء فـــــــي مشهد بطولــــي يمثل المنظــــــر الصخري، إطارا للحلقة الأكثـــر شهرة في ملحمة ميلياغر وهـــي مشــهد صيد صغيـــر الخنزيـــر كـاليدون، شخصـيـات المشهــــد موزعة على مستويات متتاليــــة فــي اتجاه العمق عددهم ثلاثــــة ميلياغر مسلح برمح وهو عاري ومرتجل مثــل بطل إغريقــــــي والخنزير المهدد يتجه نحوه وهو خـــارج من مغـارة صخريــــــة وآتالونت في حالة لرمي السهـــم الموجه لنحو الخنزيـــــر البــري وأخيرا علـــــى اليمين، شخص يتأهب لـرمــي حجارة علــــــى الحيوان، أما الإطار الأوسـط و الخارجي فهو عبارة عن أشكال هندسية ونباتية، ومن المحتمـــل أن هذه الفسيفساء في تشكيلتـــها التـركيبية وكذلك مكوناتـــــــــها وإيكنوغرافيتها تنتمي إلى حجرة وتقودنا إلى تصنيف هذه الحجرة بقاعة استقبال فاخرة قد تكـــــون لمسكن أحد الأثرياء أو للحمامات الرومانيـة خاصة أن المــوقع به أساســـات لغرف ومنبع مائــــي طبيعـــي ومركـزه علـى ضفاف الـــــــــــوادي.