يصارع الرعية الفرنسي بول مارك نيفيل، الموت وحيدا في مستشفى المنيعة، بعد أن أصيب بوعكة صحية شديدة ناجمة عن مضاعفات الزهايمر والروماتيزم، بعد أن قضى حياته كاملة على مدى 18 عاماداخل بساتين النخيل في المنيعة التي لم يغادرها أبدا.
أقام الفرنسي نيفيل بين أصحاب بساتين النخيل والفواكه في منطقة بلبشير بالمنيعة، 870 كلم جنوب العاصمة، طيلة 5 عقود بعد الاستقلال، قضاها عاملا يوميا في بساتين النخيل ولم تعلم السلطات الجزائرية ومصالح الأمن في غرداية بوجوده ولا بأصوله الفرنسية، إلا في عام 2010 عندما نقله أحد الأشخاص للعلاج في المستشفى.
وكانت مفاجأة مصالح الأمن والسلطات المحلية كبيرة عندما علموا بأن المواطن الفرنسي نيفيل المولود في المنيعة عام 1931 لا يملك أية وثائق، وقد فضّل بعد الاستقلال البقاء في المنيعة والعمل بها. وتوصلت التحقيقات وتحريات مصالح الأمن إلى تحديد هوية السيد نيفيل بول مارك، وهو ابن بول مارك والسيدة سيسيل أنجيل، وقد أنجباه في المنيعة التي أقاما فيها لعدة سنوات بعد أن جاءا من مدينة لوراش الفرنسية. ويعاني السيد نيفيل من عدة أمرض ذات صلة بالشيخوخة، حيث يعاني من اضطراب في وظائف القلب والزهايمر والروماتيزم. وقد أبلغت السلطات الجزائرية عبر وزارة الخارجية سفارة فرنسا بالجزائر بوجود هذا المواطن في عام 2010، لكن السفارة الفرنسية لم تتدخل لنقل الرعية الفرنسي من أجل العلاج والتكفل بحالته، خاصة وأنه معدم ولا يملك أي شيء، فقد عمل كأجير يومي لدى الفلاحين إلى أن أقعده المرض ولم يضمن له منحة التقاعد. ويتواجد السيد نيفيل حاليا في قسم الطب العام للرجال بمستشفى العقيد شعباني بالمنيعة، بعد أن استضافته أسرة جزائرية منذ أن أقعده المرض، في انتظار التفاتة تحفظ له كرامته في آخر أيام حياته.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 21/03/2012
مضاف من طرف : archives
صاحب المقال : محمد بن أحمد
المصدر : www.elkhabar.com