مسؤول بالخارجية لـ''الخبر'': حركة ''رشاد'' في لندن متواطئة مع المجلس الانتقالي في نسج الاتهامات ردت الجزائر على استفسار فرنسي مفاده: هل صحيح أنكم تدعّمون القذافي بمئات العربات تحمل ذخيرة؟ إذ ورد في الإجابة: ''هذا غير صحيح''. وقد جاء السؤال والإجابة ضمن مضمون محادثة هاتفية بين وزيري خارجية البلدين، أمس، جرت في إطار قضية ''المرتزقة'' المزعومة.
قال مسؤول بوزارة الخارجية لـ الخبر ، إن المذكرة التي أودعها المجلس الانتقالي الليبي المعارض بالجامعة العربية بخصوص تكليف لجنة للتحقيق حول حكاية المرتزقة، لا تستحق ردا رسميا، لأن المجلس الانتقالي لا يمثل أي شيء في الجامعة العربية طالما أن عضوية ليبيا معلقة في الجامعة، وبالتالي فالأكاذيب والمزاعم التي يروج لها ليس لها أي تأثير في الجزائر .
وأفاد نفس المصدر، الذي رفض نشر اسمه، أن الشكوى التي قدمت للجامعة العربية تتضمن ادعاءات وأكاذيب مضللة، تم نسج خيوطها بالتواطؤ مع منظمة مشبوهة في جنيف، تدعي الدفاع عن حقوق الإنسان وبالتواطؤ أيضا مع معارضين جزائريين من حركة رشاد ، الذين يوجدون حاليا في بن غازي . ويقصد المصدر بـ المنظمة المشبوهة جمعية التضامن لحقوق الإنسان. أما عن عناصر رشاد المقيمين بلندن، فهو يقصد على الأرجح، محمد العربي زيطوط الذي كان دبلوماسيا في ليبيا. وسبق للخارجية أن ردت على اتهامات المعارضة المسلحة بشأن المرتزقة، لكنها لم تشر أبدا إلى مسؤولية المعارضة الجزائرية النشطة بالخارج، في التهمة.
وأهم ما تتضمنه مذكرة المجلس الانتقالي، حسب ما ذكرته صحيفة أجنبية، أول أمس، أن سلاح الجو وشركة الطيران المدني الجزائريين، نقلا معدات عسكرية وأسلحة ومرتزقة لنظام العقيد معمر القذافي .
وقد كان هذا الموضوع بالتحديد، موضوع اتصال هاتفي بين وزير الخارجية مراد مدلسي ونظيره الفرنسي ألان جوبي أمس، كشفته وكالة الأنباء الفرنسية التي نقلت عن جوبي قوله، أنه أجرى محادثات وصفها بـ الودية جدا مع مدلسي. وقال وزير الدفاع الفرنسي السابق: قلت له إن هناك معلومات متداولة مفادها أن القذافي يكون قد استلم عربات مسلحة بالمئات، نقلت ذخيرة من الجزائر . ولم يتضمن حديث جوبي كلاما عن المرتزقة، رغم أن الاستفسار الموجه لمراد مدلسي مأخوذ حرفيا من اتهامات المعارضة في بنغازي التي تتناول بوضوح بأن الجزائر أوفدت مرتزقة، وعربات تحمل سلاحا. فهل أراد جوبي تفادي إثارة حساسية الجزائر المعروفة عندما يتعلق الأمر بفرنسا؟ على كل، فإن شكل السؤال المطروح على وزير خارجية الجزائر، في حد ذاته، يثير أكثر من علامة استفهام وتعجب في أن واحد.
ويسترسل ألان جوبي في شرح تفاصيل محادثته مع مدلسي، فيقول بخصوص الإجابة التي تلقاها: طرحت عليه السؤال وطمأنني بأن ذلك غير صحيح . ويبدو جليا من صياغة تصريحات جوبي، أن فرنسا أخذت اتهامات المعارضة الليبية على محمل الجد فقررت الاستفسار لدى الجزائر حول القضية. ويعني ذلك أن الاستفسار كان بالوكالة عن المجلس الوطني الانتقالي الليبي، ولا غرابة في ذلك طالما أن باريس كانت أول من يعترف بالمعارضة المسلحة، لكن الغريب أن تترك السلطات الجزائرية عجرفة فرنسا تمر دون رد فعل.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 20/04/2011
مضاف من طرف : sofiane
صاحب المقال : الجزائر: حميد يس
المصدر : www.elkhabar.com