الجزائر

فرنسا تتعامل مع بلدان المنطقة وفق منطق ''السيد صاحب الأمر'' جوبي يشكك في تعهّد الجزائر برفض استضافة القذافي



 وصف وزير خارجية فرنسا موقف الجزائر من مسألة لجوء القذافي إليها، بـ الغامض . وقال إنه ليس في مقدوره تأكيد أخبار تحدثت عن طلب معمر القذافي اللجوء إلى الجزائر. وذكر على لسان الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بأن الجزائر تكتفي فقط بتقديم المساعدات الإنسانية .
صرّح رئيس الدبلوماسية الفرنسي، ألان جوبي، أمس لإذاعة أر تي أل ، أنه لا يملك معطيات تؤكد أو تنفي خبر رغبة القذافي في اللجوء إلى الجزائر. وذكر بهذا الخصوص بأنه يجد موقف الجزائر حول هذه القضية غامضا، وهذا أقل ما يمكن قوله . ويحمل تصريح جوبي لوما واضحا تجاه الجزائر، كونها لم تؤكد ولم تنف بوضوح أخبارا تداولها المجلس الانتقالي الليبي، حول تواجد القذافي بالحدود الجزائرية بهدف الدخول إلى الجزائر. يشار إلى أن تصريح جوبي جاء في نفس اليوم، الذي ذكر فيه وزير الخارجية مدلسي، بأن الجزائر لم يخطر على بالها أبدا أن يطرق القذافي بابها .
وكشف جوبي بأنه تناول هذه المسألة مع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، عندما زار الجزائر في عز الأزمة الليبية. ونقل عنه بأن الجزائر تكتفي بتقديم المساعدة الإنسانية لليبيا . وذكر وزير الخارجية الفرنسي تعليقا على ما سمعه من بوتفليقة: أتمنى أن يتم التأكد من ذلك في الميدان . ويتضمن كلام جوبي، المنشور بالموقع الإلكتروني للإذاعة، تشكيكا واضحا في تعهّد بوتفليقة. وبالمعكوس، يعني تصريحه بأن لفرنسا شكوكا في أن الجزائر تقدم الدعم للقذافي. بعبارة أخرى، تأخذ باريس اتهامات المعارضة الليبية في قصة المرتزقة، على أنها حقيقة. وكان جوبي صرّح في أفريل الماضي، بأنه تحدث في الأمر مع مدلسي هاتفيا. إذ سأله حول حقيقة مزاعم المعارضة الليبية. وكان كلامه حينها مليئا بالشك وعدم الثقة في التكذيب الذي صدر عن الجزائر بشأن قصة المرتزقة. وظهر جليا، خلال الصراع في ليبيا، بأن فرنسا تتعامل مع الملف بمنطق السيّد بالمنطقة، وعلى بلدان المنطقة أن يردوا على الأسئلة والاستفسارات التي تأتي من المسؤولين الفرنسيين. ورغم هذا التبجح الذي ينطوي على عقلية كولونيالية، إلا أن المسؤولين الجزائريين لم يردوا على جوبي، وفجأة غابت الحساسية المعروفة لدى الجزائر، عندما يتعلق الأمر بالدفاع عن السيادة.
وحول عدم اعتراف الجزائر رسميا بالمجلس الوطني الانتقالي، قال الوزير الديغولي إنه يأسف لذلك. مشيرا إلى أن الهيئة الليبية المعارضة أثبت اليوم أنها ممثلة، وقد رأيتم بأنه يدير الوضع في طرابلس بقدر استطاعته، بينما كنا نتوقع فوضى كبيرة وأعمال انتقام، ولكن ذلك لم يحدث. إذن أعتقد بأنه ينبغي أن نثق في هؤلاء الرجال والنساء وأن نطلب منهم الوفاء لتعهداتهم، بمعنى حكومة انتقالية ودستور وانتخابات .




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)