الجزائر

«فرنسا اعترفت بالاستقلال و ليس الانفصال و هو أيضا اعتراف بوجود الأمة»



@ ماكرون على عهد من سبقوه في التحضير لعهدة رئاسية جديدة@ المؤرخون الجزائريون ركزوا على الثورة التحريرية على حساب تاريخ أمتنا الطويل
يؤكد الدكتور عبد القادر يوبي أستاذ القانون العام بكلية الحقوق لجامعة الجيلالي اليابس بسيدي بلعباس حول التشكيك في وجود أمة جزائرية قبل الاحتلال الفرنسي للجزائر أنه ليست المرة الأولى الذي يتم التصريح بمثل هذه الأكاذيب بلسان حكام فرنسا كما تشدق به ماكرون في الأيام الماضية فقد سبقه إلى ذلك فرانسوا ميتران وفاليري جيسكار ديستان و حتى الحكومة الفرنسية , ففي عام 1955 و تحديدا في 22 سبتمبر عندما تم طرح القضية الجزائرية في مجلس الأمم المتحدة اعتبرت فرنسا الجزائر مقاطعة من مقاطعاتها كانت ضمتها إليها بأمر ملكي سنة 1834 لكن التصويت الذي حصل كان لصالح الجزائر معتبرا وجود فرنسا في الجزائر احتلالا وغزوا وسجلت القضية ثم عقدت الدورة إلى غاية الوصول إلى تقرير المصير وهكذا خرجت الجزائر من نطاق فرنسا باعتراف دولي ما يعني أن هذا البلد له شعب يتميز بمكوناته وهويته التي تختلف تماما عن مكونات المحتل وأن فرنسا عملت بكل الوسائل على طمسها طوال 132 سنة أضف إلى ذلك أن مقاومة الاحتلال منذ أن وطئت أقدامه أرض الجزائر في 1930 دليل على أن مقوّمات الشعب الجزائري تختلف عن مقوّمات الشعب الفرنسي و نحن من استرجعنا سيادتنا وهويتنا في 1962 وفرنسا اعترفت فعلا بالاستقلال وليس بالانفصال ما يعني أن الأمة الجزائرية كانت موجودة من قبل . و يشير في هذا الصدد إلى أن المؤرخين الجزائريين ركزوا كثيرا في كتابة تاريخ بلدنا على الثورة التحريرية و أهملوا جانب تاريخ الأمة الجزائرية باستثناء القلة القليلة منهم وهم مدعوون الآن إلى الإلتفاتة لهذه المسألة بجد وحزم لإسكات الأعداء و أبواق الدعاية و بالنسبة للمراجع الأجنبية يوضح الأستاذ أن ثمة كتابات موضوعية أجنبية تطرقت إلى هذا الموضوع مستدلا في هذا السياق بما أورده المرحوم مولود قاسم في كتابه « شخصية الجزائر الدولية « الموزع على جزأين حيث جاء فيه أن أول دولة اعترفت باستقلال أمريكا في 1783 هي الجزائر ما يعني أنها كانت قوة ضاربة في تلك الحقبة الزمنية وقد تحدث الأمريكيون للرئيس الراحل الشادلي بن جديد بشأن هذه المسألة وكشفوا له عن ذلك أثناء زيارته للولايات المتحدة الأمريكية في 1984.
وفي 1795 تم إبرام معاهدة الصداقة والسلام بين أمريكا والجزائر وتم تدوين محتواها في الأصل باللغة العربية ثم ترجمت
إلى اللغة الإنجليزية ما يدل أن الأمة الجزائرية كانت موجودة بمقوماتها في عهد الخلافة العثمانية وأن معاهداتنا كانت تكتب بالعربية وليس باللغة التركية مع العلم أن معاهدة السلم والصداقة هذه لها أهمية كبرى حيث نشرت ضمن قائمة المعاهدات الكبرى التي أبرمتها أمريكا مع عديد الدول وهي موجودة حاليا بمكتبة مجلس الشيوخ الأمريكي. هذا وتأتي تصريحات الرئيس الفرنسي ماكرون اللاذعة تجاه الجزائر في هذه الأيام تزامنا مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية - يضيف الأستاذ – حتى يستبق الأحداث ويكسب ود الأحزاب خاصة مناضلي الحزب اليميني المتطرف و يفوز بعهدة رئاسية جديدة ويبين للفرنسيين أنه باق على عهد من سبقوه من الرؤساء مثل فرانسوا ميتران وجيسكار ديستان وكأن الجزائر مقاطعة فرنسية لافتا في هذا المجال بأن الفرنسيين لا زالوا يحنون إلى الماضي وهم نادمون لحصول الجزائريين على استقلالهم,. ويخلص الأستاذ إلى وجوب أن نطوّر اقتصادنا ونولي عناية خاصة لثقافتنا ونقوي جبهتنا الداخلية ونركز بالخصوص على تحقيق العدالة الاجتماعية وتحسين المستوى المعيشي وأيضا العمل على إنشاء دبلوماسية قوية حتى نتجنب التبعية في كثير من الأمور وفي الأخير يدعو إلى ضرورة فتح نقاش صريح حول تاريخنا وعلى الأقل تاريخ الثورة التحريرية .


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)