الجزائر

فرص غائبة ومرسوم غير مجسد



فئة أخرى من ذوي الاحتياجات الخاصة لم تختر لنفسها الوضع الذي تعيشه و شريحة أخرى تندرج ضمن نفس القائمة وتمثل نسبة لا يستهان بها في المجتمع الجزائري لم تجتب طريقها المحفوف بالمخاطر والعراقيل لسبب بسيط أنها تعاني من إعاقة حركية أو ذهنيةشيء مؤسف أن لا يجد المعاق باختلاف نسبة ضرره مكانا له ضمن عروض التشغيل التي تفتحها المؤسسات ويضطر لطرق كل الأبواب رغم الإعاقة لعله يتعدى هذه المرحلة
بين غياب الحماية القانونية وانعدام التامين من مظاهر الفقر والعوز تكابد فئة الصم والبكم مشقة الحياة مثلها مثل الاصناف الاخرى المحرومة بدون تردد حتى توفر لنفسها قوت يومها وان كان ذلك بشق الأنفس
ولحصر انشغالات هذه الفئة بالذات والوقوف على حجم معاناتها في يومها العالمي ،تنقلنا إلى جمعية الصم والبكم الكائن مقرها بحي سالانيس ،باعتبار حلقة وصل بينها وبين ذوي الاحتياجات والتي كانت تنتظر من يرفع شعارها في الحياة ومن يوصل رسالتها إلى المسؤولين لم يكن الأمر صعبا علينا للتواصل مع رئيس الجمعية السيد بلكوميت كريم وهذا بحضور مترجم لغة الإشارة الذي جندته الجمعية ليكون وسيطا بينها وبين الطرف الأخر نخاصة في قضايا المنازعات والملفات الإدارية التي غالبا ما تكون السبب المباشر في الانسداد الحاصل بين الجهتين . بكل اصرار وعزم حاول رئيس الجمعية ان يوجه عن طرقنا نداء الى السلطات الولائية التي تكتفي في كل مناسبة الاحتفال بهذه الفئة مع تنظيم حملات تظامنية سرعان ما تزول بزوال التظاهرة . بإشارة واحدة استطاع هذا الأخير أن يلفت انتباهنا بما تعانيه فئة الصم والبكم من تهميش ، كلما حاولوا التقرب من مؤسسات التشغيل بحثا عن فرص العمل ليعودوا أدراجهم ،رغم ان مضمون المرسوم التنفيدي واضح ويلزم الهياكل العمومية والخاصة إدماج ذوي الاحتياجات الخاصة بنسبة 3 بالمائة .
ورغم ان حظوظ العمل قد زادت بعدما أرتفعت نسبة التشغيل من 1 إلى 3 بالمائة إلا ان الوضع حسب رئيس الجمعية لم يتغير ولا يزال المعاق محصورا في حلقة مفرغة يتنظر من يزيح عنة هذا العائق . طموح الجمعية بسيط لا يتعدى استحداث مؤسسة مصغرة تختص في النشاطات الحرفية كالخياطة وصناعة الحلويات او النجارة آو الترصيص لا سيما ان المقر تتوفر فيه كل الشروط الى جانب ان أعضاء الجمعية لهم الخبرة الكافية لتكوين الشباب وفتح باب التشغيل أمام الفئة المحرومة هذا الحلم المحدود الإمكانيات بحاجة الى دعم مادي من الولاية ومساعدة معنوية لضمان نجاح المشروع بعدما فقدوا الأمل في الحصول على عمل لان العقود محددة المدة التي قدمتها لهم مديرية النشاط الاجتماعي في السابق حسب الجمعية غير كفيلة بضمان الاستقرار بعدما أضحوا في الشارع بمجرد انتهاء الفترة القانونية لتعود فئة الصم والبكم إلى نقطة الصفر من جديد
يأتي هذا في الوقت التي تؤكد فيه الجمعية أن الاحصائيات التي تضبطها باستمرار تشير إلى ارتفاع العدد سنويا بزيادة تقدر ب 500 حالة هذا العام ليصل العدد الإجمالي الى 1700 معاق من فئة الصم والبكم حسب التقرير الذي أعدته ذات الجمعية


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)