الجزائر

فرصة للبطالين لتأمين دخل ولو مؤقت ''المحشاشات'' تغزو الأحياء الشعبية



 تشهد أحياء العاصمة الشعبية، على غرار شهور رمضان في السنوات السابقة، انتشارا كثـيفا لأكشاك فوضوية، تظهر وتختفي مع هلال الشهر الكريم، اصطلح على تسميتها شعبيا بـ المحشاشات .
تكثـر هذه الأخيرة في أحياء معروفة بكثـافتها السكانية، مثـل باب الواد وباش جراح والحراش، حيث تتزاحم أزقتها وزواياها بمحشاشات تزينها طاولات الشاي وحلوى قلب اللوز والقطايف والمشروبات الغازية الباردة، تحت نور مصابيح متعددة الألوان.
مراد شاب من باش جراح، وجدناه منهمكا في وضع اللمسات الأخيرة على محشاشته، كما أراد تسميتها المحشاشة الصفراء ، نسبة إلى ألوان نادي اتحاد الحراش. واعتاد مراد ـ مثـلما يقول ـ في كل شهر رمضان على تركيب كشكه لضمان مصروف جيب قد يصل إلى 10 ملايين سنتيم مقابل استثـمار لا يتجاوز مليون سنتيم، هي تكلفة الكراسي والأنوار والحلويات والمشروبات. إنها الفرصة التي لا يمكن لمراد أن يضيّعها. أما المحشاشة الثـانية، فهي مشروع زهير، الشاب الجامعي، حيث وجد نفسه مضطرا للخروج من أسر البطالة ولو لمدة شهر واحد فقط، هو شهر رمضان الذي جاء ليمنحه فرصة ولو مؤقتة لضمان دخل يلبي به بعض احتياجاته. يقول زهير إن محشاشته صيحة الحي الذي يسكن به، فهي تتوفر على كل شروط الراحة والرفاهية، من شاشة تلفاز مسطحة ومزوّدة بجهاز استقبال يضمن طيلة الشهر بث مباريات كرة القدم على القنوات المشفرة، إضافة إلى جهاز ألعاب الفيديو، وكل ذلك تحت رحمة جهاز التكييف لتخفيف شدة الحر والرطوبة العالية ليلا على الزبائن، دون إغفال لعبة الدومينو والورق (الكارطا) وطاولة البيار.
أما بالنسبة للمأكولات، فهي تتنوع بين المشويات والصاندويتشات، والحلويات العصرية والتقليدية، وحتى السورية، بالإضافة إلى المشروبات والمثـلجات ووجبة السحور. ويقول زهير إن زبائنه ليسوا من عامة الناس، بل هم من ميسوري الحال، وهذا لضمان رواج سلعته، وبالتالي نجاح مشروعه.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)