الجزائر

“فرانس 2” تبث شريطا وثائقيا “ملغّما” حول “حرب التحرير” فرنسا تُطلق حملتها المضادة لتبرير مجازرها في الجزائر



“فرانس 2”  تبث شريطا وثائقيا “ملغّما” حول “حرب التحرير”                فرنسا تُطلق حملتها المضادة لتبرير مجازرها في الجزائر
الجلاد يسبق الضحيّة “في البكاء” قبل خمسينية الاستقلال   مايزال موضوع “حرب تحرير الجزائر”، يثير جدلا واسعا في الأوساط الفرنسية؛ فالطريقة “الغريبة” التي بثت بها قناة فرنسية، مساء أول أمس، شريطا وثائقيا يثير استغراب المشاهد “الجزائري” وليس “الفرنسي” وكأنها طريقة للهروب من الاعتراف بمجازر فرنسا التي تلاحقها، فكيف يمكن أن يتصور العقل أن يصبح الجلاد ضحية والعكس صحيح؟! بثت، مساء أول أمس، القناة الفرنسية العمومية “فرانس 2” شريطا وثائقيا يعد الأول من نوعه، تطرق فيه المخرج إلى حرب التحرير من سنة 1945 إلى سنة 1962، إلا أن الملاحظ أن الطريقة التي تمت بها معالجة الأحداث التي شهدتها الجزائر طوال تلك الفترة لم يتم تناولها  بموضوعية وكأن الرئيس الفرنسي شارل ديغول هو الذي قرر منح الجزائر استقلالها ووقف ضد محاولة الانقلاب العسكري الذي قاده الجنرالات الأربعة في الجزائر بقيادة الجنرال السفاح “سالان”. “فرنسا استعملت القوة ضد العصيان المدني” !!  كان منتظرا أن تشرع فرنسا الرسمية في اللعب بمشاعر الجزائريين بمناسبة التحضير للاحتفال بالذكرى الخمسين للاستقلال، فكانت أول أمس البداية باختيار أول قناة تلفزيونية عمومية “فرانس 2” لبث شريط وثائقي لمدة ساعتين، أعده المخرج  غابريال لوبومان، بمساهمة المؤرخ بنجامين ستورا تحت عنوان “حرب الجزائر : التمزق” وقام بقراءة سيناريو الشريط، الممثل الكوميدي المعروف كاد مراد، الذي يعد من مواليد سنة 1964 بمنطقة سيدي بلعباس، غرب الجزائر. وقد حاول مخرج الشريط الوثائقي، الذي كان متبوعا بنقاش في “البلاتو”، التركيز على أن “فرنسا لم تكن لتستعمل القوة لولا جيش التحرير الذي تم وصف أعماله بالإرهابية وأنها كانت ترد على الأعمال التي كان يقوم بها المجاهدون ضد المدنيين الفرنسيين، وكأن جيش التحرير لم يكن يواجه الجيش الفرنسي وإنما المدنيين العزل”، معتبرا كل العمليات التي كان يقوم بها بمثابة “عصيان مدني”. وبالنسبة لمخرج الشريط فإن “الفرنسيين كانوا يعيشون في الجزائر في هدوء وطمأنينة ويعتبرون الجزائر مستعمرة فرنسية وإحدى ولاياتها منذ سنة 1830 قبل أن تتسبب الثورة في زعزعة استقرارها”. فكان رد الجيش الفرنسي سريعا من خلال الاعتداء على المدنيين الجزائريين العزل بدون أي سبب وتم بث صور لاعتداءات على المباشر لأناس دون دفاع والاعتراف بأنها عمليات من أجل الردع والتخويف حتى لا يتم دعم عناصر جيش التحرير.  وقد أظهر الشريط الطريقة التي كانت تنتهجها فرنسا من أجل تجنيد الحركى وتسليحهم، واصفة كل العمليات لاسيما تلك التي قام بها جيش التحرير في العاصمة بالأعمال الإرهابية التي كان سكان العاصمة ينددون بها ويخرجون في كل مرة بمسيرات حاشدة للمطالبة بتأمين العاصمة ومعاقبة المتسببين فيها، مع الإشارة إلى تعاقب المسؤولين العسكريين عليها، حيث كان البقاء للجنرال “ماسو” الذي تمكن، حسبهم، من تفكيك خلايا جيش التحرير في العاصمة وإلقاء القبض على قيادييها. كما استغلت السلطات الفرنسية آنذاك حادثة “ملوزة” إعلاميا وراحت تجند الحركى ضد أفراد جيش التحرير بمن فيها شباب تلك المنطقة الذين كانوا يعيشون في فرنسا وتمكنت من تجنيد العديد منهم وتسليحهم، مع بث صور كانت خلالها وحدات الجيش الفرنسي تقوم باعتقال مجاهدين وتخرجهم من الكازمات وكأنه كان من السهل عليها إلقاء القبض على المجاهدين لو أرادت فعل ذلك، بالإضافة إلى الاتهامات التي كانت توجهها إلى مصر بدعم وتسليح الثوار مع أن التاريخ يؤكد أن مصر لم تعلم بأمر الثورة واندلاعها إلا من خلال الصحافة الفرنسية وتفاجأت بها مثلما تفاجأت بها فرنسا نفسها، وعليه، قامت السلطات الفرنسية حينها بغلق كل المنافذ في وجه تموين الثورة وغلق الحدود الجزائرية، لكنها  ارتكبت خطأ فادحا أثناء الاعتداء على ساقية سيدي يوسف التي كانت المنعرج الثاني الذي دخلت به القضية الجزائرية منبر الأمم المتحدة وكانت وراء تحريك ضمائر بلدان العالم. ديغول وهدية الاستقلال !! بعدها، تطرق الشريط الوثائقي إلى الدور الذي قام به قادة الثورة وأعضاء الحكومة المؤقتة والذي لم يتم إبرازه بالقدر الذي حاول الشريط إبراز إنجازات الرئيس الفرنسي شارل ديغول كرئيس للحكومة؛ حيث كان ينوي المساواة بين الفرنسيين والجزائريين الذين حرموا حتى من مقاعد الدراسة، ثم رئيسا للجمهورية الخامسة، حيث واجه انقلابا عسكريا من طرف أربعة جنرالات متقاعدين يقودهم الجنرال “سالان” كونه قرر القيام باستفتاء شعبي للتعرف على رغبة الجزائريين في بقاء فرنسا أم لا.. ليعرج الشريط على الدور السلبي الذي لعبته المنظمة السرية للجيش الفرنسي “OAS”  التي كانت تغتال الجزائريين في جميع الأماكن، مع تغييب لغة الأرقام حول مختلف المجازر التي ارتكبتها السلطات الفرنسية في حق الجزائريين في الداخل والخارج.   مالك رداد  


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)