الجزائر

فتيات يخلعن ثوب الحياء على “السناب الشات”!



نتحول في كل "نانو" ثانية تمر علينا إلى هولوغرامات افتراضية، أي شخصيات لا وجود لها في الواقع، نغلق على أنفسنا في عالم غير حقيقي، ونعيش حياة القطط التسعة، وعلى بعد خطوة من أسوارنا، يعبث سناب شات بعقل البنات، ويؤجج حمى العذراوات.. فهل من نجاة من السناب شات؟بينما ينصب اهتمامنا جميعا على فايسبوك ومرجه واليوتيوب وهرجه، تبقى الكثير من التطبيقات متسترة متوارية عن الأنظار، تعمل في العتمة، بعيدا عن رقابة الأولياء، وعلى رأسها السناب شات. هذا التطبيق، الذي لا يعرفه عامة الجزائريين، تتهافت عليه البنات لخصوصيته، بالمقارنة مع فايسبوك.. فيضعن الصور الآنية لرتابة أيامهن، وينزلن المقاطع الأنتيم، وكأن حياتهن شريط سينما لا ينتهي.
ما هو سناب شات؟
هو تطبيق وضعه إيفان شبيغل وروبرت مورفي، هدفه تسجيل وبث ومشاركة الرسائل المصورة. عن طريق هذا التطبيق، يمكن للمستخدمين التقاط الصور، وتسجيل فيديوهات، وإضافة نصوص ورسوم، وإرسالها إلى قائمة معينة من المستخدمين. وللإجابة عن السؤال: لماذا تحب البنات سناب شات؟ لأنه، وببساطة، يمحو كل أثر فضائحهن، إن وجدت، خلال ظرف وجيز، وكأن شيئا لم يحدث..
لكن، لسوء حظ البنات، أن هناك من يمكنه الاحتفاظ بهذه المقاطع عن طريق اختراق الحسابات، ما يضع ضحاياه في ورطة.
بنات على كف الشات
كشفت الكثير من الفتيات نفاذ الهاكرز إلى ذاكرة جوالهن، عبر تطبيق سناب شات، الذي يعاب عليه سهولة اختراقه، وتشتمل سرقة الخصوصية العلنية هذه على صورهن ومقاطع فيديوهاتهن، وظهور تلك الصور على حسابات وهمية خاصة بمجهولين على مواقع التواصل الاجتماعي. وهو ما حدث لسامية، بعد أن تمت سرقة محتويات هاتفها، وظهور حساب يحمل اسمها، وعليه صورها في كل حالاتها في البيت، ومع الصديقات الأنتيم.. فتقدمت بشكوى رسمية لمحو الحساب، ولحسن حظها، أن الهاكر محا آثاره وآثار الحساب، قبل القبض عليه.
سألنا عينة من البنات عن سناب شات، فكانت ردودهن متباينة.. فمونيا، ترى السناب شات "مفيدا، خاصة أنها تتابع صديقاتها الوفيات، وتتبادل معهن الحديث بعد الثانوية، كما تراه يضيف لها بمتابعة المؤثرين والمؤثرات في الموضة والثقافة والعلوم، مثل مدربات تنمية بشرية ونجمات جزائريات". وتتابع أروى: "لدي صديقة مهووسة بالسناب شات، وتنشر مقاطع فيديو لها 24 ساعة على 24، وأحيانا، ترقص وتدندن في لايفات قصيرة، بطريقة صبيانية ومائعة، حتى إنها تصور أختها ببيجاما النوم".
أما نهاد، وهي طالبة في الجامعة، فتخبرنا بأنها لا تستعمل السناب شات والأنستغرام، لأنهما يشغلانها عن الدراسة، ولا تطيق الشائعات والقيل والقال.. نفس الرأي، تشاطره معها مرام، التي تمنعها والدتها من أن تستعمل تطبيق سناب شات، كي لا يشغلها عن الدراسة أيضا.
الوجه الآخر من سناب شات، كغيره من التطبيقات، تجلى لناريمان في لحظة ضعف، بعد أن قابلت شابا على التطبيق، وطلب منها الخروج معه في جولة.. قبلت البنت المهووسة بالمغامرة والأدرينالين، غير أنها تفاجأت به يرسل إليها مقطعا لهما وهما في سيارته ويحضنها بشكل حميم.
من ناحية أخرى، لدى الشباب وجهة نظر في السناب شات، رغم أنهم ليسوا من أوفيائه، فمنير يجزم: "السناب شات يخترق الخصوصية، وهذا لا يصح، وعلى البنات ستر أنفسهن، وعدم الظهور مطلقا، خاصة بشكل غير لائق". ويعزز مهدي كلامه، قائلا: "تعيش البنات على السناب وأنستغرام حياة مزدوجة، ولا يفرقن بين الواقعي والافتراضي، فيلتقطن صورا بشفاه البطة والماكياج أمام مرآة الحمام، ويفاخرن بملابس البالة على أنها هوت كوتور".
ضياع واستضياع
يقول الشيخ سعيد الرحلي، إمام مسجد ‪"رويبة"، إنه لمن نافلة القول، أن لبرامج التواصل الاجتماعي أهمية كبيرة، لكن انتشارها بشكل متسارع جعلها توصل روادها إلى حافة الإدمان". ويضيف: "من أكثر أضرارها، استخدامها للحديث عن أعراض الناس واغتيابهم، ونشر الإشاعات، بالإضافة إلى تكوين علاقات محرمة بين الجنسين، وتقزيم العلاقات الأسرية المقدسة، والانشغال عن العبادات، وتدني المستوى الدراسي، وضياع الوقت".
وينهي كلامه بنصيحة إلى الأولياء: "يجب وضع خطوط حمراء، لا يتجاوزها المراهقون خاصة، كما يجب على الأولياء مراقبة ما ينشره أولادهم وبناتهم، فهذه مسؤولية، يسألون عنها يوم الحساب، لقوله- صلى الله عليه وسلم: "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته".


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)