الجزائر


فتاوى
شاب يسأل عن العبادات الّتي يجب الإكثار منها في شهر رمضان..- أوّل ما ننصح به جميع الصّائمين، عاملين كانوا أو غير ذلك، هو حُسن الخُلق، وهو من أعظم العبادات عند اللّه تعالى وأيسرها على مَن يسّرها اللّه عليه ووفّقه إليها. قيل للنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: “يا رسول اللّه ما خير ما أُعطي العبد؟ قال: “حُسن الخُلق”، رواه أحمد والنّسائي وابن ماجه وهو حديث صحيح. وقال صلّى اللّه عليه وسلّم: “ما مِن شيء يوضَع في الميزان أثقل من حسن الخُلق ليبلغ به درجة صاحب الصّوم والصّلاة”، رواه أبو داود والترمذي وهو حديث صحيح.
فقد لا يكون المرء موفّقاً لعبادة كثيرة، من طول قيام وكثرة صيام، كما وفّق له العبّاد والزهّاد، لكنّه إذا عُرف بين النّاس بحسن خلقه ولين جانبه وتعاونه مع إخوانه وصدقه معهم، رفعه ذلك إلى درجة أولئك العبّاد والزهّاد، فعن عائشة رضي اللّه عنها قالت: سمعتُ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: “إنّ المؤمن ليُدرك بحُسن خُلقه درجة الصّائم القائم”، رواه أبو داود وهو حديث صحيح.
ولا يتّسع المقام لذِكر جميع ما ثبت من الأحاديث النّبويّة والآثار في فضل حُسن الخُلق، فإذا كان المسلم عاملاً طول النّهار كما ورد في السؤال، ولا يكفيه الوقت لنفل العبادة، فليجتهد حتّى يكون حسن الخلق وينال درجة الصّائم القائم العابد.
ومن بين تلك العبادات الّتي ينبغي على المسلم الحرص عليها في رمضان: تلاوة القرآن الكريم فيه، فهو شهر القرآن، وكذا ذِكر اللّه تعالى، جاء في حديث مُعاذ رضي اللّه عنه أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: “ألاَ أُخبركُم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والفضّة ومن أن تلقوا عدوّكم فتضربوا أعناقكم ويضربوا أعناقكم؟ قالوا: بلى يا رسول اللّه، فقال: ذِكر اللّه عزّ وجلّ”.
وعن أبي الدرداء رضي اللّه عنه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: “ألاَ أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والفضّة، وخير لكم من أن تلقوا عدوّكم فتضربوا أعناقكم ويضربوا أعناقكم؟ قالوا: بلى، قال: ذِكر اللّه تعالى”، أخرجه ابن ماجه والترمذي وهو حديث صحيح.
ما هي نصيحتكم للشباب في هذا الشّهر المبارك وقد صادف شهر أوت الّذي يتّخذه البعض فرصة للعُري والانحلال؟
- إنّ رمضان شهر القرآن والطّاعة والعبادة، مَن حُرِم خيرَه فقد حُرِم الخير كلَّه، وهو فرصة للتّوبة من المعاصي ولنيل الحسنات ومغفرة الذنوب، قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: “مَن صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدّم من ذنبه”، فعلى المؤمن أن يغتنم كلّ لحظة من لحظات هذا الشّهر المبارك العظيم الّذي تُفتَح فيه أبواب الجنّة وتُغلق فيه أبواب جهنّم، وتصفَّد فيه الشّياطين، ويعتق اللّه في كلّ يوم عدداً من المسلمين من النّار، ويجعل اللّه فيه لكلّ مسلم دعوةً مستجابة في كلّ يوم وليلة، وفيه ليلة هي خير من ألف شهر مَن حُرِم خيرها فهو محروم ومَن قامها إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدّم من ذنبه، فكيف يُعرِض العبد عن العبادة في هذا الشّهر بعدما عَلِم بفضائله العظيمة ومِنحَه الثّمينة.
قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: “أتاكم شهر رمضان شهر مبارك فرض اللّه عليكم صيامه، تفتح أبواب الجنّة وتُغلق أبواب الجحيم، وتُغَلُّ فيه مَرَدة الشّياطين، وفيه ليلة خير من ألف شهر، مَن حُرم خيرَها فقد حُرِم”. والعُري والتّبرج والانحلال رذائل يجب تجنّبها مطلقاً، ويعظم جرمها في هذا الشّهر المبارك، فننصح الشباب أن يتّخذوا هذا الشّهر فرصة للتوبة من تلك المخالفات والإقلاع عنها. واللّه الموفق.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)