فاعلية برنامج في استراتيجيات التنظيم الذاتي للتعلم على تنمية الوظائف التنفيذية للتلاميذ ذوي صعوبات التعلم د

يمثل التعلم المنظم ذاتيًا مظهرًا مهمًا للتعلم فى البحوث الحديثة فى مجال علم النفس التربوى، وبالرغم من وجود عدة نماذج مختلفة مُشتقة من أُطر نظرية مختلفة، فمعظم النماذج تفترض أن الطلاب المنظمين ذاتيًا يستخدمون استراتيجيات معرفية، وما وراء المعرفية لضبط وتنظيم عملية التعلم ) 897 : Aksan, 2009 (، والتعلم المنظم ذاتيًا يُعتبر عاملاً مهمًا فى تعلم الطلاب وتحصيلهم وهو يشمل مجموعة من المكونات تتضمن مظاهر دافعية وشعورية، ومظاهر معرفية وما وراء معرفية لاندماج الطلاب فى مهامهم الأكاديمية ) 27 : Patrick & Middleton, 2002 (، والصفة المُميزة للتعلم المنظم ذاتيًا هى اندماج الطلاب وتبنيهم لأهداف ذاتية، وهذا يتضمن قدرتهم على تحديد الأنشطة المتطورة والناجحة فى ضوء أمنياتهم وحاجاتهم وتوقعاتهم الخاصة ), Boekaerts 451 : 1999 (، فهو تعلم ناتج من سلوك وأفكار الطلاب المولدة ذاتيًا والموجهة نحو تحقيق أهداف التعلم الخاصة بهم، ومن منظور النظرية المعرفية الاجتماعية فالتنظيم الذاتى يكون مُحدَّدًا بالموقف فلا يُعتبر سمة عامة أو مستوى محدد للنمو، ولكنه يعتمد بشكلٍ كبير على السياق ولا نتوقع أن يندمج الطلاب بشكلٍ متساوِ، فى عملية التنظيم الذاتى فى كل المجالات ) 125 : .)Schunk, 2001 فالتعلم المنظم ذاتيًا لا يُشتق فقط من معرفة الفرد ومهارته، ولكنه يتضمن أيضًا مظهرًا اجتماعيًا من خلال التفاعل مع الأقران والمعلمين، وهو يحدث عندما يكون الطلاب مدفوعين للاندماج بشكلٍ استراتيجى وتأملى فى أنشطة التعلم داخل بيئات تعليمية تُعزز تنظيم الذات Butler, 2002: 60( (، حيث أن مكونات التعلم المنظم ذاتيًا يمكن أن تُكتسب خلال الخبرة والممارسات الشخصية والتدريسية وذلك بالنسبة للطلاب باختلاف أعمارهم والتى تمتد من الابتدائى إلى الجامعة ومع اختلافاتهم الواسعة فى القدرة ، وتؤكد بتلر أنه حتى الأطفال الصغار قادرون على تنظيم تعلمهم ذاتيًا فى المواقف المُدعِّمة. وقد اكتسب موضوع التعلم المنظم ذاتيًا اهتمامًا كبيرًا بين الباحثين والتربويين وذلك لأهميته بالنسبة للطلاب فى كل الأعمار وفى كل فروع الدراسة، وهو يؤكد على الاستقلال الذاتى والضبط من قِبل الطلاب الذين يراقبون ويوجهون وينظمون أفعالهم نحو الأهداف الخاصة باكتساب المعلومات والخبرة وتحسين الذات ) 89 : .)Paris & Paris, 2001 كذلك فإن الوظائف التنفيذية السليمة تسمح للفرد بالتكيف مع الأوضاع البيئية المختلفة، 96 وتحويل ذهنه حسب الموقف، وتمكن الفرد من وضع الخطة وتنفيذها والمثابرة حتى اكتمالها؛ أي أنها تتوسط بين القدرة على تنظيم الأفكار وطريقة أدائها ), Jurado, Rosselli 2007 (، كما أن القدرة على الاستجابة مع المواقف الجديدة أو المعقدة تتضمن مدى كبير من العمليات المعرفية العليا التي غالبا ما ترتبط بوظائف الفص الجبهي للمخ), Happé .)Booth, Charlton & Hughes, 2006 أما الطفل الذي يعاني من قصور في واحدة أو أكثر من القدرات التنفيذية فإنه يجد صعوبة في الاستمرار في الأداء بنفس المستوى من الفعالية، ويظهر ذلك بوضوح عندما يبدأ في الانتقال من نشاط لآخر : McCloskey, et( al., 2009 )p 80 ، وقد أوضحت نتائج دراسة ) Dawson, Meltzoff, Osterling, & Rindaldi, 1998 ( أن قصور الوظائف التنفيذية يظهر لدى الأطفال الصغار، بينما أظهرت دراسات أخرى أن قصور الوظائف التنفيذية لا يظهر لدى الأطفال في سن ما قبل المدرسة ), Dawson Munson, Estes, Osterling, McPartland, Toth, Carver, & Abbott, .)2002; Griffith, Pennington, Wehner & Rogers, 1999 ونظرا لما لاقته نظرية الوظائف التنفيذية من الاهتمام كتفسير محتمل لأعراض بعض الاضطرابات النمائية ومنها صعوبات التعلم؛ حيث يمكن أن يميز قصور الوظائف التنفيذية كل اضطراب عن الآخر ), Happé, et al., 2006; Ozonoff & Jensen .1999; Ozonoff & Strayer, 2001 والتلاميذ الذين يظهرون صعوبات في التعلم لا تبدو عليهم أعراض جسمية غير عادية. كذلك فهم عاديون من حيث القدرة العقلية ولا يعانون من أي إعاقات سمعية أو بصرية أو جسمية أو صحية أو اضطرابات انفعالية أو ظروف أسرية غير عادية، إلا أن هؤلاء الأطفال يعانون من صعوبات جمة في تعلم بعض المهارات التعليمية في المدرسة، فبعضهم لا يستطيع تعلم القراءة، والآخرون عاجزون عن تعلم الكتابة، والبقية يرتكبون أخطاء متكررة وواضحة في تعلم الرياضيات، ويصف المعلمون هؤلاء الأطفال بأنهم أطفال يصعب تعليمهم وأنهم ليسوا كغيرهم من التلاميذ، فلديهم حاجات خاصة، وهم غير قادرين على النجاح في الصفوف العادية التي يتعلم فيها الأطفال الآخرين )عادل العدل، 2010 (