تنبني استراتيجية الفعل الخطابي للنص الشعري على هيكلة فضائه السمعي، باقتحام حدود الثقافة الشفهية التي من شأنها أن تسيّر مشهدية الأنساق الشعرية، ضمن مدار تجاذبي يشتغل على استثارة حساسية التلقي لدى الآخر، مستنهضا فيه « كل طاقات الاستقبال التي يتحرك عليها شريط الواقعة الشعرية»"1" لحظة المكاشفة الخطابية، بالانفلات من أسر التوجه الاعتباطي المحايد، المنبثق عن نمطية النظام التشفيري لمعلمي الصوت والدلالة، حيث ينحصر وقعهما « في ذلك الصدى الذي يتركه الكلام على طبلة الأذن، محدثا رجّة قد تكون نسيما أو نشازا، أو قد تكون عادية تمر دون أن تترك أثرا، وتلك أسوء حالات»"2" التلقي التي تُحتم على المستقبِل الانشغال بهمّ اقتفاء شفرات الخطاب اقتفاء آليا، يخدم أفق التوقع المرتقب، مما يضعه في زاوية هامشية من محيط العالم الشعري، ينكفئ فيها على ذاته لا يستجيب إلا لترجيع الاهتزازات الصوتية التي تخترق مجاله السمعي، دون أن ينتمي إلى جوهره الفضائي، حيث تمّحي الحدود الفاصلة بين موقعه المركزي ضمن خطاطة التواصل الاعتيادي"3"وما يقابله في الطرف الآخر.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 11/02/2023
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - نصيرة بن شيحة
المصدر : أبحاث Volume 2, Numéro 2, Pages 105-120 2014-12-01