فاطمة الزهراء عراب مختصة في البرمجة للنصر: تثقيف الطفل في التعامل مع الانترنت حل بديل للعزل عنها

يعتقد آباء أن عزل الأطفال عن استعمال الشبكة العنكبوتية، يجعلهم في مأمن عن مخاطرها على الدراسة و أكثر انضباطا، حيث يسلم أولياء بأن توظيف التكنولوجيا لدى الأطفال لا يتم سوى في التسلية، ما يمنع البعض مع انطلاق الموسم الدراسي من دفع الاشتراك الشهري للانترنت، كحل ناجع في نظرهم، يمكن من الحد من الاستخدام المفرط للوسائل الإلكترونية، فيما ترى الأخصائية في مجال البرمجة، فاطمة الزهراء عراب أن العزل المفاجئ يولد سلوكات عدوانية، و تثقيف الطفل في التعامل مع الانترنت حل بديل للعزل عنها.يجتاز حاليا تلاميذ مرحلة الانتقال من العطلة إلى الدراسة، فتطرأ تغيرات على يومياتهم التي كانوا يقضونها بين اللعب و استخدام الوسائل الذكية التي تأخذ حيزا من وقتهم، حيث ترى الأخصائية في مجال البرمجة، وصانعة المحتوى في الوعي الرقمي والتكنولوجي، فاطمة الزهراء عراب، هذه الفترة الانتقالية في حياة المتمدرسين بمرحلة التغير القوي، خصوصا لدى الأطفال لهذا يُستحسن أن يكون التعامل معهم سلسا ويعتمد على مراحل حتى يستطيع الطفل التأقلم مع الوضع الجديد، فعزله بشكل مفاجئ عن استخدام الانترنت التي كانت متاحة بإفراط في العطلة دون تمهيد قد يؤدي إلى استعمال العنف لفرض منطقه و استخدام الانترنت، أو للتعبير عن الملل بسبب الساعات الطويلة التي يقضيها داخل القسم، مضيفة بأن المتعة التي تقدمها الانترنت منعدمة في الدروس والواجبات المدرسية، مؤكدة على توظيفها كمكافأة للطفل، في عطلة نهاية الأسبوع مثلا وبمدة زمنية محددة من طرف الأولياء، وتحت رقابتهم.
الانترنت مصدر علمي مهم
وترى عراب بأن التعامل بوعي مع الطفل وجعله يدرك الأسس التي تقوم عليها علاقته بالإنترنت من طرف الوالدين كونها وسيلة للتعليم والاستفادة أكثر من الترفيه وتمضية الوقت، يؤثر بطريقة غير مباشرة على توجهه نحوها، فيصبح أكثر انتقائية لما يتعرض له على المنصات الإلكترونية، فضلا عن استخدامها بالشكل الأنسب وترتيب أولوياته.
وأوضحت المتحدثة، بأن هذا النشاط الترفيهي الذي يكسر الرتابة التي يعيشها الطفل طوال الأسبوع، من شأنه أن يكون متنفسا له يساهم في تخفيف الضغط ويطور مجموعة من المهارات التي يحتاجها مستقبلا، خاصة إذا اختار له الأولياء أنشطة إلكترونية تشجع على تطوير التركيز لديه، وتعلمه النظام والترتيب إلى جانب تقوية ذاكرته.
وأفادت المختصة في مجال البرمجة، بأن هذا الضبط سينعكس إيجابا على المسار الدراسي للطفل من ناحية تطوير إدراكه، خصوصا وأن الشبكة العنكبوتية تحتوي على مصادر تعليمية مهمة، توفر الكثير من المعلومات والمعارف في شتى المجالات التي سيحتاج لها التلميذ داخل القسم، كاستعمال أدوات محرك البحث «غوغل» المكتبية لكتابة الأبحاث وتجميع المعلومات، وتصميم عروضهم المدرسية، وبحسب المتحدثة فإن مرافقة الطفل في هذه العملية، يساعد على إشباع رغبته في استعمال الانترنت ويساهم في تحسين مستواه الدراسي.
ولاستعمال إيجابي وآمن لتكنولوجيا الإعلام والاتصال، ذكرت عراب مجموعة من برامج المراقبة وتحديد وقت الاستخدام التي يمكن الاستعانة بها من طرف الأولياء لتنظيم تعرض أطفالهم للإنترنت واستخدام الأجهزة الرقمية، منها «Screen Time» التي تسمح بتحديد مدة الاستخدام، « Bark»وهي تقنية ذكاء اصطناعي لمراقبة نشاط الطفل على الانترنت، و»Net Nanny» الذي يسمح بتحديد الصفحات والمحتوى الذي يمكن الطفل الوصول إليه، وتصفية المواقع غير المناسبة للطفل.