حظي مطعم «النخيل» ومحل «ديليس» للحلويات الكائن مقرهما بالمدينة الجديدة علي منجلي بقسنطينة، الأحد، بتكريم نظير فوزهما بمسابقة أحسن نشاط تجاري بقسنطينة، لسنة 2023، في مجال الإطعام والحلويات، في أول طبعة للمسابقة، التي نظمتها وزارة التجارة وترقية الصادرات بالتنسيق مع مختلف المديريات تحت الوصاية، بغرض ترقية النشاط التجاري وتحفيز المتعاملين الاقتصاديين على الرفع من جودة الخدمات لزيادة المنافسة وإرضاء الزبائن، وكذا تغيير الصورة النمطية المعروفة عن هيئات الرقابة والتفتيش.المسابقة التي عرفت مشاركة 113 متنافسا عبر إقليم الولاية، وضمن عدّة نشاطات تجارية على غرار تجارة التجزئة والتغذية العامة، والمخابز، والمقاهي، وتجارة التجزئة للحوم الدواجن والبيض، غير أنّ حصة الأسد من المشاركات كانت في نشاطي الإطعام ب 15 محلا متنافسا وكذا الحلويات والمرطبات ب 11 مشاركا، حيث تكفّلت لجنة ولائية بالإشراف على عملية المراقبة، والتفتيش والانتقاء، ضمّت ممثلين عن عدّة هيئات فاعلة شملت مديريات التجارة وترقية الصادرات، السياحة، والصحة، والفلاحة، وغرفة التجارة والصناعة «الرمال»، والاتحاد العام للتجار والحرفيين بقسنطينة، وجمعية الحماية والدفاع عن المستهلك والمكتب الولائي للمنظمة الجزائرية لحماية المستهلك ومحيطه.
وتأتي المبادرة التي يراهن القائمون عليها لجعلها تقليدا سنويا، بهدف كسر الصورة النمطية التي تشكّلت لدى المتعاملين الاقتصاديين والتجّار، عن الهيئات الإدارية، وعدم النّظر إليهم من زاوية ضيّقة تحصر دورهم في الرقابة والتفتيش وتحرير المخالفات، بالإضافة إلى السعي لترقية النشاط التجاري، من خلال حثّ الناشطين على بذل مزيد من الجهد والرّفع من المعايير التي يتطلّبها النشاط التجاري، وبالتالي خلق منافسة شريفة قائمة على محاولة إرضاء الزبون وتقديم خدمات تليق به، ومن جهة أخرى التحسيس والتوعية بما يتوجّب على التجّار الالتزام به لتحسين ظروف العمل.
وفي هذا الشأن قال للنّصر، الأمين الولائي لغرفة التجارة والصناعة «الرمال» عمار بن ناصر، خلال عملية تكريم الفائزين إنّ المبادرة تأتي بهدف أخلقة العمل التجاري وتحفيز المتعاملين الاقتصاديين المتميّزين، ليكونوا قدوة لغيرهم بغية الحذو حذوهم، مثمنا الفكرة التي اعتبرها بادرة حسنة، مؤكدا على جاهزية الغرفة للمرافقة والتشجيع لمختلف التجّار.
المسابقة سبيل لاتباع نهج رقابي مغاير
وفي ذات الطرح قال رئيس مصلحة حماية المستهلك وقمع الغش بمديرية التجارة نور الدين بوغاغة، إنّ المراد من فكرة إطلاق هذه المسابقة هو تحفيز ودفع التجّار للنهوض بمختلف القطاعات التجارية، وكذا الابتعاد عن الجانب القمعي الذي تُعرف به الهيئات المكلّفة لدى التجار، ومحاولة إتّباع نهج مغاير يقوم على الجانب التّحسيسي وخلق جو من المنافسة.
ولفت ذات المتحدّث أنّ التركيز في هذه الطبعة كان على نشاطي الإطعام والحلويات، نظرا لنسبة المشاركة المرتفعة في هذين المجالين بالمقارنة مع بقية الأنشطة، مبديا تفاؤله بارتفاع نسبة الإقبال على المسابقة خلال السنوات القادمة بعد اقتناع المتعاملين الاقتصاديين وفهمهم للغاية والمغزى من وراء تنظيم هذه المسابقة، على اعتبار يضيف المتحدّث أنّ الطبعة الأولى هذه السنة شهدت في بدايتها نوعا من العزوف من قبل التجّار الذين لم يألفوا مثل هكذا مبادرات، قبل أن يتحسّن الوضع قليلا بمرور الوقت، مؤكدا أنها ستتوسّع مستقبلا لتشمل المخابز، والأغذية العامة وغير ذلك.
وأوضح بوغاغة، أنّ اللجنة الولائية سطّرت مجموعة من المعايير، يتمّ الاحتكام إليها في عملية تقييم واختيار الفائزين، أبرزها المظهر الخارجي وما يصاحبه من جانب جمالي للمحل، كذلك ظروف الاستقبال والتنظيم، أيضا مدى ممارسة النشاط ضمن الأطر القانونية، على غرار توفّر السّجل التجاري ورخصة الممارسة، بالإضافة إلى جانب النظافة الصحية ومدى احترام شروطها، مراعاة للأمن الصحي للمستهلك،
حيث ذكر المتحدث، ومسؤول المكتب الولائي للمنظمة الجزائرية لحماية المستهلك ومحيطه، أنّ هناك 5 قواعد للنظافة الصحية تتمثّل في المواد الأولية، واليد العاملة، والمواد والآلات المستعملة، طريقة العمل والمحيط، بالإضافة إلى التأكد من عدم تلقي المعنيين لأية مخالفات، إذ بحسب أعضاء من اللجنة فمن غير المعقول أن يفوز محل سبق وأن تعرّض لمخالفات، وفي هذا الإطار نظّمت خرجات متكرّرة فجائية للتأكّد من مدى احترام المعنيين بالمشاركة للمعايير الضرورية.
وتفوّق مطعم «النخيل» ومحل «ديليس» للحلويات في امتثالهم لمختلف الشروط الموضوعة للفوز، وهو ما أهّلهم للحصول على المرتبة الأولى، حيث شملت عملية التكريم القيام بجولة خاطفة أخيرة داخل المحلين بمختلف جوانبه ثم تسليم شهادتي التكريم.
شهادة تعكس السمعة المهنية وتعد تكليفا
اتّفق الفائزان في تصريحهما للنّصر، على أنّ الشهادة المتحصّل عليها تعكس السمعة المهنية التي أصبح يتميّز بها كل محل، خاصة وأنّ الاعتراف جاء من هيئات رسمية، بالإضافة إلى أنّ الفوز يضع حملا على المنتسبين للمحلين من إدارة وعمال لعدم التنازل عن المعايير التي أهّلتهم للفوز، بل العمل على التحسّن قدر الإمكان، وفي هذا يقول مسيّر مطعم «النّخيل» سامي عيّادي إنّ الترشّح جاء بعد إلحاح من بعض زبائن المطعم وتوجيه الدعوة من طرف اللجنة الولائية للمشاركة في المسابقة، حيث لفت إلى أنّ التتويج يعدّ ثمرة مجهود لكل طاقم المطعم المكوّن من أكثر من 40 عاملا، مضيفا أنّ الشهادة تعتبر شرفية لكنّ لها قيمة كبيرة وتضع حملا على المشرفين على المطعم لتقديم أحسن الخدمات والحفاظ على المعايير التي يعرف بها المطعم ومكّنته من التتويج، باعتبار أنّه سيصبح مراقبا من مختلف الزائرين الذين يأتون للمعاينة.
وحسب سامي، فإنّ أبرز عاملين لابد من المحافظة عليهما، لمساهمتها الكبيرة في نجاح العاملين في هذا المجال هما النظافة وحسن الاستقبال، حيث أكّد أنّ المحل يولي أهمية كبير لهذين الجانبين حتى قبل المشاركة في المسابقة، لإيمانه بأنهما جانبين أساسيين للنجاح، ليأتي التكريم ليؤكد على مدى احترام المطعم لمختلف المعايير، وأشار إلى أنّ المنافسة في هذا الميدان تعرف تزايدا بقسنطينة وغيرها من الولايات، كما يلقى النشاط اهتماما كبيرا، مضيفا أنّ المطعم يعمل على تلبية طلبات زبائنه خاصة فيما يتعلّق بقائمة الطعام، حيث يتم التحضير لتخصيص طابق يوفّر قائمة طعام خاصة ومدروسة سيتم العمل به خلال الأشهر القليلة المقبلة، كما يخصّص المطعم طابقا «في أي بي» للمناسبات الخاصة.
المبادرة حافز لرفع معايير الجودة
من جهته ثمّن صاحب محل «ديليس» هشام قمادي المبادرة، لافتا أنّ مشاركة المحل جاءت من منطلق إيمانه بتوفّر المعايير التي تؤهل المحل لدخول المنافسة، بعد أن تعرّف على المسابقة عبر الصفحة الرسمية لمديرية التجارة، مؤكّدا أنّ هذه المبادرة تشكّل دافعا للعمل على التطوّر والرّفع من معايير الجودة والنّظافة تشجيعا للمنافسة وخدمة للزبون الذي تتوفّر أمامه تشكيلة متنوّعة من الاختيارات التي تناسبه وترضي ذوقه.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 02/01/2024
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : إسلام ق
المصدر : www.annasronline.com