يمكن أن نضيف إلى هذه الشريحة، الوسطاء والوكلاء والسماسرة العاملين، في الأنشطة التجارية والصناعية، ولكنهم ليسوا تجارا ولا حرفيين صناعا، يتولى هؤلاء الوساطة في العمليات التجارية، ويقومون بتسهيل عمل التجار الكبار، وترويح بضائعهم في الأسواق، نظير نسبة مئوية، يتقاضونها مقابل هذه الوساطة. ويمكن أن يصل أجرهم في بعض الأحيان، إلى نصف الأرباح، خاصة بالنسبة للسماسرة.
وقد كان الوكلاء والسماسرة يملكون محلات تجارية ومخازن معروفة في أسواق المدينة، بقصده التجار الكبار ببضائعهم، لبيعها أو خزنها سواء كانت الصادرة منها أو الواردة (41).
والظاهر أن هؤلاء بقدر ما كانوا يساعدون التجار، في بيع سلعهم، كانوا يتشددون في رفع الأسعار، لأنها ليست أموالهم، فيتسببون في تأخير البيع لأنهم ينتظرون رفع قيمة الأرباح، فتزداد حصتهم. وكانوا يتفقون مع التجار على إخفاء قيمة الأرباح تهربا من الضرائب (42).
ويرتبط انتعاش التجارة وازدهارها بالأوضاع الداخلية للبلاد وتتأثر بفترات الركود، كما يتقلص دور النشاط التجاري بالأزمات السياسية، وبحدوث بؤر التوتر، وبالتالي يتأثر العاملين بها وخاصة منهم، الوكلاء والوسطاء والسماسرة، ولهذا نجد المثل الشعبي الأندلسي يسخر من التاجر بقوله: "جالس في الدكاكين يشرد الدبان" (43). ولا يغفل الحريري أيضا هذه الظاهرة بقوله: "أما بضائع أهل التجارات فعرضة للمخاطرات وطعمة للغارات" (44).
ويبدو أن الوكلاء و الوسطاء والسماسرة، كانوا يحصلون على أموال كثيرة، من خلال مهمتهم مما جعلتهم يرتقون اجتماعيا، و يقتربون من فئة التجار الكبار.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 27/10/2010
مضاف من طرف : tlemcenislam
المصدر : www.almasalik.com