الجزائر

«غير حكومية» أم «محكومة»؟



في تعريفها القانوني هي منظمات غير حكومية و لا ربحية بمعنى لا تتبع نظاما سياسيا و لا تسخر ما تتوفر عليه من أموال لمصالحها الخاصة بل للمصلحة العامة التي تكون قد نشأت من أجل الوصول إليها.تقيم مع هيأة الأمم المتحدة و فروعها علاقات رسمية و أحيانا تقدم خدماتها لها كالتحليلات و التقارير التي تتوصل إليها عبر العالم في مجالها جرّاء استطلاعاتها الميدانية.
و لكن تندس أخرى وراء العمل الانساني من أجل الترويج لأفكار دينية أو ثقافية أو انفصالية و ما إلى ذلك بمعنى أنّ هذه المنظمات ليست مستقلة و تنفذ أجندات محسومة في مخابر أغلبها غربي .
و هناك دول سنّت قوانين تلزم هذه المنظمات بالكشف عن المانحين في بياناتها المالية وفي البيانات الرسمية للأجهزة الحكومية، لأنّ معظمها يقول أنّ تمويلها يأتي من الخارج. و الداخل مهوسّ بمعرفة من يكون هذا * الخارج *
و أكدت المراحل التاريخية التي مر بها إنشاء و نشاط هذه المنظمات أنّ كثيرا منها حاد عن طبيعته المكتوبة على الورق بإشاعة أفكار أخرى كالتميّز بين عناصر الشعب الواحد على أساس عرقي أو ديني أو أثني ضمن مجموعات مختلفة ، فقد يكون التميِّز عنصريا ضد أي شخص على أسس أثنية أو ثقافية ، كما قد تتخذ العنصرية شكلاً أكثر تعقيداً لدى هذه المنظمات التي تدخل إيّ بلد على أساس و بدافع انساني من خلال العنصرية الخفية التي تظهر بصورة غير واعية لدى الأشخاص الذين يعلنون التزامهم بقيم التسامح والمساواة و ينضمّون إلى هذه المنظمات ويتعاطفون معها و يقاسمونها نفس أساليب الوصول إلى الأهداف التي قد لا تعرفها إلّا هي .
ورغم أنّ المنظمات غير الحكومية عنوان كبير لا يمكن لملمته في عجالة إلّا أن الشبهات الدائرة حول تمويلها موجودة و أغلب هذا التمويل يأتي من المجموعات العالمية الضاغطة التي تريد أن تسود وتجعل من استشرافاتها السياسية أمرا واقعا و حقيقيا من أجل مزيد من الهيمنة .
كما أن هذه المنظمات ليست كلها حصادا سلبيا بل تقف في وجه عديد الحكومات من أجل تصفية مشكلات و نزاعات فى شتى المجالات. وقد بلغ عدد هذه المنظمات فى التسعينيات نحو 2000 منظمة، بينما كان عددها 200 منظمة فقط بداية القرن العشرين. وقد أسهمت المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبى فى تطوير عمل هذه المنظمات .


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)