الجزائر

غوركيف كان على حق!



غوركيف كان على حق!
بتلقي ثلاثية على الأراضي النيجيرية أبعدت الأفناك عن سكة مونديال روسيا، يكون الخضر قد ضيعوا أكثر من ستين بالمائة من حظوظهم في ضمان تأهل ثالث على التوالي إلى العرس العالمي.وقد يفتح البعض النار على وسط الدفاع الذي ارتكب هفوات بدائية، وقد يلوم الكثير البلجيكي ليكنس على عدم قراءته الجيدة لمجريات المباراة، وممكن كذلك أن يعود بعض المحللين إلى صفقة جلب الصربي راييفاتس والتي ضيعت علينا نقطتين من ذهب، لكن الحقيقة أن المنتخب الوطني ضيع حظوظه في التأهل إلى المونديال يوم رحل غوركيف في مارس الفارط، تاركا المنتخب بدون هوية ومشروع اللعب الذي جاء من أجله إلى الجزائر بعد مونديال البرازيل سقط في الماء.بالأمس ومثلما شاهدنا ضد الكاميرون، لعب المنتخب بدون نسوج كروية وبدون شخصية لعب، وكأنه مجموعة فقط من اللاعبين مترامية فوق البساط الأخضر فلا محرز لعب بمستواه، ولا براهيمي، ولا تايدر قدما الوجه الذي عاهدناهم به.قبل سنة طرح سؤال على غوركيف في ندوة صحفية حول كيفية معالجته لمشكل وسط الدفاع الذي يعاني منه المنتخب منذ رحيل حليش وبوقرة وعنتر يحيى، فقال استاذ الرياضيات الذي تهجم عليه الكثير من حثالة البلاتوهات :" ليس لنا سوى حل واحد لحماية دفاعنا من الخصم، وهو الاستحواذ على الكرة وحرمان الخصم منها، فهذا المنتخب يجب أن يصنع اللعب ولا ينتظر المنافس وبهذا الأسلوب نتجنب ضغط الخصم وعلينا الحذر من الكرات المرتدة فقط".فلسفة غوركيف كانت تتماشى ونوعية التعداد الحالي للخضر، الذي يفضل اللعب بالكرة ولا يقوى على تحمل عبء المباراة في الاسترجاع، ولكن مشروع اللعب الذي دام قرابة السنة والنصف تحطم في منتصف الطريق، فرحل الفرنسي غوركيف تاركا الخضر تائهين بدون هوية ولا شخصية.إقصاء الجزائر من المونديال أصبح وشيكا، فالمنتخب الذي استقدم ثلاثة مدربين في سنة واحدة لا يمكنه أن يحافظ على استقراره الفني، ولعل تأهلنا على حساب مصر سنة 2009 في عهد سعدان كان بفضل بقاء هذا الأخير لثلاث سنوات مع المنتخب، ونجاح رفقاء فيغولي في ثاني تأهل سنة 2014 كان بفضل بقاء حاليلوزيتش 4 سنوات متتالية، وعندما بدأ "التخلاط" والضرب تحت الحزام والتآمر من محيط المنتخب ضد غوركيف حزم هذا الأخير حقيبته ورحل، وثار اللاعبون ضد راييفاتس ورحّلوه وجاء البلجيكي لترقيع ما يمكن ترقيعه في نهاية مشواره التدريبي.وقد يلعب روراوة ورقة كأس إفريقيا القادمة بالغابون لحماية وجه الفاف، التي تتحمل جزءا كبيرا في فرملة هذا الجيل الممتاز من اللاعبين، لكن الحقيقة يجب أن تقال، الفدرالية التي لا تملك مديرية فنية حقيقية لا يمكنها أن تتحدث عن التخطيط والبرمجة وحسن الاختيار.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)