قصف الطيران الحربي الإسرائيلي فجر أمس، قطاع غزة من دون أن يعلن عن وقوع ضحايا في الغارات التي استهدفت ثلاثة مواقع تدريب تابعة لكتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية «حماس».وكعادته، برر جيش الاحتلال غاراته على هذا الجزء من الأراضي الفلسطينية المحتلة؛ بزعمه أنها جاءت ردا على إطلاق صاروخين مساء أول أمس انطلاقا من قطاع غزة ضد المستوطنات اليهودية المجاورة، إذ أكد حازم قاسم المتحدث باسم حركة «حماس»، أمس، أن القصف الإسرائيلي الذي استهدف غزة فجر أمس، «استمرار للجرائم التي يرتكبها الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية ومدينة القدس المحتلتين».
وقال إن «القصف الإسرائيلي المكثف لغزة هو محاولة فاشلة لدفع الجماهير المنتفضة لتوقيف ثورتها بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة للاحتلال الإسرائيلي». ولفت إلى أن الاحتلال «يهدف من خلال هذا القصف، إلى الضغط على الحركة لدعمها المتواصل ومشاركتها كل فعاليات انتفاضة القدس في الأراضي الفلسطينية كافة»، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني «لن يرهبه القصف وجرائم الاحتلال المتواصلة في حقه».
وشدد على أن «الشعب الفلسطيني سيواصل انتفاضته وغضبه للمدينة المقدسة حتى تحقق الانتفاضة أهدافها بإفشال قرار ترامب وكنس الاحتلال عن أرضنا ومقدساتنا».
وتكررت الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة منذ إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في السادس من الشهر الجاري، عن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل في قرار ولّد موجة احتجاجات عنيفة في الأراضي الفلسطينية واجهتها قوات الاحتلال باستخدام القوة المفرطة؛ بما أدى إلى استشهاد إلى حد الآن، ثمانية فلسطينيين ستة منهم في القطاع، وإصابة أكثر من 3500 آخرين إضافة إلى اعتقال ما لا يقل عن 500 فلسطيني في ظرف 12 يوما. وقد أكد عيسى قراقع رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين، أن أغلبهم من الفتية والقصر، وينتمون إلى القدس المحتلة.
وكانت وزارة الصحة الفلسطينية اتهمت الاحتلال الإسرائيلي باستخدام القوة المفرطة وانتهاج سياسة القنص المباشر في حق المواطنين، واستهداف المدنيين العزل والطواقم الإسعافية شرق قطاع غزة.
واستنكرت في بيان مساء الأحد، استهداف الاحتلال للمدنيين والمسعفين وسيارات الإسعاف في المناطق الشرقية لقطاع غزة والمتاخمة للخط الفاصل، كاشفة أن الاحتلال يستخدم القوة المفرطة بتعمد إطلاق الرصاص الحي والمتفجر والمعدني المغّف بالمطاط وقنابل الغاز الموجهة بشكل مباشر؛ بما أدى إلى ارتفاع عدد القتلى والمصابين منذ السابع ديسمبر الجاري.
وبين الغارات الإسرائيلية على غزة واستمرار الاحتجاجات الرافضة للقرار الأمريكي المجحف في حق المدينة المقدسة، يواصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس مساعيه؛ لعل وعسى أن تمكّنه من إيجاد مخرج للوضع المتأزم الذي خلفه قرار ترامب.
وضمن هذه المساعي يتوجه الرئيس الفلسطيني اليوم إلى المملكة العربية السعودية للقاء العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، قبل أن يواصل رحلته إلى فرنسا للقاء الرئيس إيمانويل ماكرون، لبحث تداعيات قرار نقل واشنطن سفارتها إلى القدس المحتلة وما يحمله من تابعات خطيرة على وضع المدينة المقدسة ومساعي إحلال السلام في كل المنطقة.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 19/12/2017
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : ص م
المصدر : www.el-massa.com