الجزائر

غزة تعرّي الربيع العربي



غزة مرة أخرى.. إنه مسلسل من العنف لا يخمد، حتى يشتعل من جديد.
هذه المرة تعددت الأسباب لسفك الدم الفلسطيني، فنتنياهو يسعى للفوز بالانتخابات التي هو مقبل عليها، على أجساد أطفال فلسطين. والجامعة العربية التي غرقت في وحل القضية السورية بدعم من قطر ودول الخليج الأخرى، تستغل اهتمام الإعلام بالنيران والقنابل التي تصب طوال الأيام الماضية على رأس الغزاويين لتبحث في هدوء ومن غير ضغوط إعلامية عن مخرج مشرف لها بسوريا، وهي التي اعترفت منذ أيام بالائتلاف السوري الجديد كمحاور وممثل للمعارضة السورية.
وهناك من يذهب إلى القول بأن مأساة غزة هذه المرة لم تأت امتحانا فقط لحكومات الإخوان المنبثقة عن الربيع العربي، مثل حكومة مرسي التي وجدت نفسها أمام امتحان صعب، وأمام مسؤوليات كلفتها بها أوروبا وأمريكا، وكلفها بها دورها الإقليمي، للضغط على حماس لوقف إطلاق الصواريخ على إسرائيل، بل أيضا هي امتحان للصديق الجديد ل"حماس"، أمير قطر الذي زارها منذ ثلاثة أسابيع ووعدها بالمال والرخاء وفك الحصار، لكنه لم يعلن عن المقابل وقد يكون المقابل تسهيل النيل من الجعبري المسؤول عن اختطاف الجندي جلعاد شاليط سنة 2008. وها هو الجعبري الذي رفض استقبال الأمير يدفع ثمن التقارب الحمساوي القطري، وثمن فك ارتباط حماس بسوريا وإيران التي "يتهم" الجعبري بأنه رجلها في حماس.
قد ينجح رئيس حكومة مرسي في الضغط على حماس لوقف توجيه صواريخ "الفجر" نحو تل أبيب، فهذا كل ما تقدر مصر عليه، لكنه لن ينجح في ستر عورات الأنظمة العربية وأنظمة الخليج تحديدا، التي دعمت المعارضة السورية بالمال والسلاح والدعاية لإسقاط الأسد، لكنها عجزت عن حماية أطفال غزة اليوم. فالصواريخ التي تطلقها المقاومة الفلسطينية على إسرائيل لغسل العار العربي هي من صنع إيراني ووصلت عن طريق سوريا.. إيران وسوريا اللتان أعلنت حماس فك ارتباطها بهما نزولا عند رغبة أمير قطر ونصيحة السعودية.
لن تقدم قطر شيئا لحماس في هذه الحرب التي تستهدف سكانها، لأن هذا غير مسجل بأجندتها التي أملتها عليها القاعدة الأمريكية على ترابها.
ولن يفتي القرضاوي بنصرة غزة، ولن يدعو من منبره "الجزيرة" لمحاربة العدو الصهيوني، فهذا محرج له ولأميره، ومهمته هي إضعاف العرب لتبقى إسرائيل القوة الوحيدة في المنطقة. فقطر الحاضرة بصخب في سوريا، لن تنبس بكلمة ولن تجرؤ على إدانة إسرائيل!
الإيجابية الوحيدة لهذه الحرب على غزة للأسف، هي أنها عرّت الأنظمة العربية الراعية والداعية لإسقاط الأنظمة وتهييج الشعوب العربية على حكوماتها وأنظمتها. وسيخيب أمل حماس التي عولت على دعم الحكومة الإسلامية المصرية لها، وهي التي طلقت سوريا ودعم إيران وحزب الله، وستجد نفسها تقف عارية أمام الإعصار!؟


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)