حزم صارم تجاه ما حدث في غرداية أبدته السلطات العمومية لإستعادة زمام المبادرة في التكفل بالوضع الأمني وفق ما تم إقراره في الاجتماع الذي أشرف عليه رئيس الجمهورية وما تبعه من تكليف الوزير الأول بالسهر رفقة وزير العدل حافظ الأختام على أن تسعى النيابة العامة بسرعة وبعزم للتصدي لكل خروقات القانون لا سيما المساس بأمن الأشخاص والممتلكات.وفي ظرف قياسي تحركت كل الجهات المسؤولة باتجاه تطبيق هذه الإجراءات الرامية في الأساس إلى إستعادة الأمن إلى ربوع الولاية مهما كان الأمر وهذا بعمل ميداني فعال توجه إلى ملاحقة كل الأفراد الذين تسببوا في هذه المأساة.. وتقديمهم إلى العدالة زيادة على الشروع في عمل دقيق أدى إلى إكتشاف وضبط تشكيل إجرامي خطير، وحجز قطع أسلحة بيضاء والزجاجات الحارقة وغيرها.هذا التشديد في التدابير الأمنية ضروري في هكذا سياق يتميز بمحاولات البعض إغراق الولاية في مزيد من سفك الدماء، وتحويلها إلى حلبة للصراعات العقائدية والنزاعات الإثنية متناسين أن غرداية كانت دائما نموذجا قائما بذاته بخصوص التعايش مهما كانت مشارب البعض احتضنت كل الحساسيات لهدف سام ألا وهو القبول بالآخر والترحاب به، وهذه المرجعية في التعالي عن الحزازات تركت هذه المنطقة الأكثر إحتراما وتقديرا لدى الجزائريين.وقد يخطئ من يعتقد بأن هناك حالة طائفية مثلما تتداوله بعض الأوساط في الخارج، هذا غير صحيح بتاتا ومجرد محاولة يائسة لتأجيج هذا الأمر وإعطاء انطباع آخر، بدليل أنه في كل مرة تلتقي مكونات هذه الولاية دون أي مشكل غير أن الطرف الثالث الذي يعمل في الخفاء هو الذي أوصل المنطقة إلى هذا المآل الصعب كقتل الناس، وحرق أملاكهم.والسلطات العمومية انطلاقا من هذه المعاينة حرصت على التواجد بكل هذه القوة في الولاية، وبالسرعة المطلوبة لكسر شوكة هؤلاء المتربصين بأمن المنطقة وقطع عليهم الطريق وهي رسالة واضحة المعالم.. على أنه لن يسمح من الآن فصاعدا العبث باستقرار الولاية أو الاعتداء على أهلها.. وقد يكون هؤلاء قد فهموا مضمون هذه الدعوة في إطار القانون وسيدفعون ثمن ما اقترفوه من جرائم ضد السكان.هذه الحلول المعلن عنها من خلال قدرتها الميدانية على إسترجاع الأمن والحياة الطبيعية تسعى إلى أن لا تتكرر مثل هذه الأحداث المأساوية وستكون بالمرصاد لكل من يعتقد بأنه قادر على ضرب هدوء المنطقة، أو إدخال الخوف لدى سكانها هذا لن يحدث في المستقبل مع كل ما وقع للأسف.. ويفهم البعض ممن اعتادوا على مثل هذه الأفعال أن هناك خطوطا لا يمكن تجاوزها.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 10/07/2015
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : جمال أوكيلي
المصدر : www.ech-chaab.net