رَأيتُها ذات مساءٍ رائقٍ فتّانِ
مرتديةً أروعَ فستانِ
على حافةِ أذنها زهرةُ الأقحوانِ
محتضنةً بكلِّ حُبّأرقَّ كمانِ
ابتسمتُ لها بدون قصدٍ ولا حُسبانِ
فردّتْ البسمةَ بتحيّةٍ بصوتٍ كله حنانْ
دعوْتُها لقهوةٍ وبيتٍ من شعرِ أسيرٍ ولهانْ
أسبلتْ جفونها الأخّاذةِ وأرسلتْ رضاها بغمزةِ أحلى عينانْ
اصْطَحَبْتُها بكل سعادةِ الوجدانِ
لزاويةٍ بِمقهى الأدبِ و الخيالِ
تعارفنا تحادثنا تفاهمنا و لِلْوُدِّ زرعنا زهرتانِ
قالت بصوتٍأبحَّ ونظرةٍ حمّالةٍ للمعانِ
هلاَّ أسمعتني بناتَ قلمِكِ أيها الشاعرُ الفنّانْ
أجبْتُها و كيفَ أنظِمُ أبياتي ولم تَطْرَبْ أذُنِي من حبيبِك الكمانْ
وقفتْ، نصبتْ هامتها و برفقٍ وضعتْ على كتفها ذاك الكمانْ
استلّتْ القوسَ وبغُنْجِ و دلالِ الحسانِ
عزفتْ سمفونيةَ عشقٍ بأعذب الألحانِ
و تركتْ قلبي يُبحِر في محيطاتِ الأحلامِ
سهامُ قَوْسِها أصَابتْ أعماقَ الجَنَانِ
و غرستْ في النفسِ نشوةً و براءةً و اطمئنانِ
في غَمْرَةِ التجَلّي والسَّكينةِ والانسجامِ
توقّفَتْ عن العزف المَلائكيِّ الرَبَّانِي
فسقطَ من بين أناملي أسعدُ الأقلامِ
بَادَرَتْنِي السَّاحرةُ الآسرةُ بأرقِّ كلامِ
و قالت هلاَّ أسعدْتَني بِعِطْرِ أزْهَارِ الأشواقِ
بين بساتين كراساتِكَ و واحاتِ الأوراقِ
هلْ لِي إلَى جنّاتِ حِبْرِكَ سبيلٌ و مَساقُ
هلْ لِي بِحُلْوِ خيالِكَ و شَهْدِ كلماتِكَ مذاقُ
سكبتُ أبياتًا من مِدَادِ رُوحٍ غارقةٍ في يَمِّ العُشّاقِ
و أهديتُها لأَنْعَمِ أناملَ أبْدعتْ مُداعبةَ أوتارَ الكمانِ
تَلَقّتْ الفاتنةُ هديّتي و وهبتْها شذى الوتَرِ الفتَّانِ
عانقَتْ صُوَري و كلماتي أنغام أحلى الغزلانِ
فأسْبغَتْ سلامًا و بهجةً و بهاءً في الأكوانِ
انبثقَتْ من مجاهلِ الأوتارِ أنبلُ المَعانِي
و تورَّدتْ خدود الكمانِ، و عازفةُ الكمانِ
و أشرقَتْ في سماواتِ الفنِّ شموسُ الأنغامِ الحِسانِ
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 07/10/2019
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : معز الشعبوني
المصدر : www.eldjoumhouria.dz