الجزائر

عين على الشاشة الاستهزاء بالمشاهد



 مرت أربعة أيام من رمضان، ولم يعثر المشاهد الجزائري على ما يستحق المشاهدة في تلفزيون وعد بالكثير، لكنه ظل حبيس الرداءة التي تميزه منذ عدة سنوات. تأكد أن الوعود واهية، والمستوى ما انفك يتدنى من عام لآخر. وليس من المبالغة القول إن هذا التقهقر وصل مرحلة مخيفة، حيث تأكدت الفكرة القائلة بأن المنتجين الجزائريين يقدمون للمشاهدين أشياء تافهة، منحطة لا ترقى لشد انتباه حتى ذلك المشاهد القادم من أدغال إفريقيا، والذي يكتشف التلفزيون لأول مرة. وكان هؤلاء المنتجين يدركون أنهم كلما غاصوا في أعماق الرداءة، كلما ضمنوا شراء أعمالهم من قبل التلفزيون الجزائري. 
ما شاهدناه لحد الآن كان مجرد مسلسلات عديمة القيمة، تشبه أعمال مبتدئين، تسخر من المشاهد، وتخاطب البلهاء وعديمي الحس الفني، وتستهزئ بالناس، وتنزل بهم إلى أدنى المستويات، على غرار ما شاهدناه في ''خلي البئر بغطاه''، حيث بلغ الانحطاط قمته عندما تكتشف فتاة أن الرجل الذي جاء لخطبتها، هو رجل قصير القامة وطاعن في السن، فيغمى عليها. فالمستهلك والعادي والناقص إثارة، والمبتذل والتافه هو ما شاهدناه لحد الآن، في تلفزيون يصرف الملايير على إنتاج ما لا يستحق المشاهدة، ويدفع نحو المغادرة نحو قنوات أخرى.
الكل سقط في السهولة. حتى ''جمعي فاميلي''3 الذي تحول هذا العام من سيت كوم إلى مسلسل، جاء مخيّبا وعاديا، وشاهدنا الممثل صويلح في أسوإ أدواره. ويبدو أن جعفر قاسم هو مخرج ''سيت كوم''، وليس مسلسلات تلفزيونية. كان يذهلنا بديكور منزل ''جمعي''، وبلمسات المصورين الفرنسيين، لكن لما تطلب الأمر مجهودا فنيا أكثر، ومزيدا من الحركية بالكاميرا، اتضح أنه لا يملك ما يكفي لإخراج مسلسل ناجح. إنه اليوم الخامس من رمضان، فما الذي يخفيه سادسه؟




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)