عين الدفلى

تواجه عملية جمع الحليب بولاية عين الدفلى صعوبات كبيرة بحيث لا تتعدى الكمية الملتقطة نسبة 10 بالمائة من إنتاج قدره 70 مليون لتر في السنة، وذلك رغم الإجراءات التحفيزية التي أقرتها السلطات العمومية للنهوض بهذه الشعبة محليا.ويرى الملاحظون بأن هذه الولاية المعروفة باحتلالها المرتبة الثانية على المستوى الوطني في مجال إنتاج البطاطس لديها الوسائل لرفع نسبة جمع الحليب شريطة استغلال القدرات المتوفرة لديها بشكل أوسع.اعتبر المدير الولائي للمصالح الفلاحية بأن ضعف النتائج المحققة يتناقض مع بعض المؤشرات التي تساعد هذا الحوض القديم لإنتاج الحليب على تعزيز مكانته في هذا الميدان واحتلال المراتب الأولى في مجال جمع الحليب.وأشار بوجمعة زروق إلى أن عدد مربي الأبقار ارتفع من 120 في السنوات الماضية إلى حوالي 160 في الوقت الحالي مسجلا من جهة ثانية ارتفاع عدد جامعي الحليب المعتمدين من 16 إلى 28.نفس الملاحظة تنطبق فيما يتعلق بعدد رؤوس البقر الحلوب التي يتجاوز عددها حاليا 20 ألف رأس – يضيف ذات المسؤول- حيث أفاد بأنه من المقرر على المدى البعيد اقتناء رؤوس بقر صغيرة بغرض تشبيب القطيع ورفع حجم الإنتاج مستقبلا.… عدد السماسرة الناشطين بشعبة الحليب يفوق عدد المنتجينواستنادا إلى دراسة أنجزتها مصالحه أشار زروق إلى أن وجود أشخاص ينشطون بشعبة إنتاج الحليب لا علاقة لهم بهذه المهنة زاد في تفاقم الصعوبات التي تتخبط فيها هذه الشعبة بصفة عامة ونشاط جمعة الحليب بصفة خاصة.وأضاف في هذا الشأن بوجود تذبذب في الإنتاج كون بعض الأشخاص الذين ينشطون في مجال تربية الأبقار هم عبارة عن "سماسرة لا يهمهم رفع إنتاج الحليب بقدر ما يهتمون بالجانب التجاري لهذا النشاط."وأوضح قائلا:" إذا كان مربي البقر يقوم بإنتاج الحليب والمصنع يمثل المكان الذي تحول فيه هذه المادة فإن الشخص الذي يزاول مهنة جمع الحليب يقوم منطقيا بدور الوسيط بين هذه الطرفين".وذكر المسؤول بوجود عوامل أخرى تفسر ضعف كمية الحليب المجمعة مثل "عدم توفر خزانات" لدى بعض المربين وعدم تحلي آخرين ب " ثقافة التسليم" يضاف إلى ذلك صعوبة المسالك ببعض المناطق أين تمارس تربية الأبقار.يرى زروق بأن تطوير المزارع النموذجية في إطار شراكة بين القطاعين العام والخاص الذي أقرته السلطات العمومية من شأنه المساهمة في إعطاء دفع لشعبة جمع الحليب وتمكينها من أداء دورها في المعركة الهادفة إلى تحقيق الأمن الغذائي في البلاد.واعتبر أنه في حالة توجيه نشاط المزارع النموذجية الست التي تعدها ولاية عين الدفلى والمتربعة على نحو 6000 هكتار مضاعفة تربية البقر الحلوب فإنه من المحتمل على المدى القصير مضاعفة كمية الحليب المجمعة حاليا بثلاث مرات، لترتفع إلى 20 مليون لتر في السنوات القليلة القادمة.… ظروف عمل صعبة للمربينمن جهته أبرز رئيس لجمعية المحلية لمربي البقر الحلوب ضرورة رفع حد الربح للمربين لافتا إلى أنهم يواجهون مشكل تغذية المواشي نتيجة ارتفاع أسعار الأعلاف.وأضاف بوكيرة عباسي مخفي في هذا الصدد بأنه ينبغي تحديد سعر بيع حليب البقر ب 57 دج، مشيرا إلى أن الدولة تساهم حاليا في حدود 12 دج للتر الواحد المحدد سعره ب 46 دج.وأكد بأن تلبية هذا المطلب من شأنه تشجيع المربين على مضاعفة الجهود ورفع الإنتاج على المدى القصير.وذكر بوكيرة بالمشكل الذي يواجه عددا كبيرا من المربين والمتمثل في " عدم حيازتهم لوثائق تثبت تربيتهم للبقر الحلوب"، موضحا أن هذه الوضعية تنعكس بشكل كبير على نشاطهم ولا تمكنهم من الاستفادة من قروض بنكية في إطار مختلف الأجهزة التي وضعتها الجهة الوصية في متناولهم.وذكر بأن تدعيم عملية جمع الحليب تبقى من بين أولويات القطاع إلا أن تجسيد هذه الغاية "لن يتأتى دون إشراك كل الفاعلين، لاسيما المربين الذين ينبغي تأمينهم وإشعارهم بالثقة".