الجزائر

عيسى: حماية الإمام أصبحت عملا رسميا لأجهزة الدولة



عيسى: حماية الإمام أصبحت عملا رسميا لأجهزة الدولة
شدد وزير الشؤون الدينية والأوقاف، محمد عيسى، أمس، على ضرورة صون القيمة العالية للمصالحة الوطنية والحفاظ على الذاكرة الجماعية للشعب الجزائري، حيث ذكر بالتضحيات التي قدمها هذا الأخير في سنوات المأساة الوطنية والضريبة التي تكبدها كل من دافع عن الخطاب الديني الوطني المعتدل في المساجد، مبرزا أهمية إدراج حماية الإمام وأماكن العبادة ضمن مخطط عمل الحكومة بما يجعل حماية الإمام ومتابعة الجناة ونبذ التطرف عملا رسميا لأجهزة الدولة.ودعا الوزير، في الندوة الوطنية لإطارات قطاعه، التي تم تنظيمها بالمركز الثقافي الإسلامي «مبارك بولوح» بولاية قالمة، الأئمة إلى عدم الخوف، مشددا على أن أجهزة الدولة ومصالح الوزارة لن تكتف بالتأسس كطرف مدني ضد من يريد إخافة الإمام، وإنما «ستتابع الجناة جزائيا عندما يهان أي إمام أو يساء إليه، وذلك من منطلق أن حماية الإمام انشغالا وطنيا».
كما طالب السيد عيسى بضرورة التكفل الأمثل بالانشغالات المهنية والاجتماعية اليومية للأئمة سواء تلك التي يرفعونها فرديا أو من خلال الشريك الاجتماعي المتمثل في التنسيقية الوطنية للأئمة وموظفي الشؤون الدينية، داعيا الفاعلين في الهيئة التنفيذية في الولاية على غرار مديريات التربية والسكن والشؤون الدينية إلى التنسيق وإيجاد الحلول المناسبة للمشاكل المطروحة من طرف الأئمة. وبعدما ذكر بالتضحيات الكبيرة التي قدمها سلك الأئمة جنبا إلى جنب مع مصالح الأمن والجيش الوطني الشعبي خلال المأساة الوطنية، وراح ضحيتها 100 إمام، أبرز الوزير ثقل المسؤولية التي تقع على عاتق عمال وموظفي قطاع الشؤون الدينية في الوقت الحالي والمتعلقة بالحفاظ على الأمن داخل البلاد في ظل وجود ما يزيد -حسبه- عن 100 طائفة تريد تقسيم الجزائريين.
وتطرق السيد عيسى خلال الندوة إلى وضعية الاقتصاد الوطني في ظل انخفاض أسعار المحروقات وتراجع مداخيل الدولة، وبعث الجهود الوطنية للبحث عن بدائل لتمويل الخزينة العمومية، حيث أكد أن قطاع الشؤون الدينية الذي يساهم في هذه الجهود من خلال العمل تقييم الأملاك الوقفية، سيجعل من ولاية قالمة نموذجا في هذا الإطار، مبرزا في نفس الصدد أهمية تكريس توجه الحكومة نحو التسيير اللامركزي، في تسيير قطاع الشؤون الدينية والأوقاف، حيث يكون المدير الولائي الأساس في حل مختلف القضايا وانشغالات الموظفين على المستوى المحلي.
وحول نفس النقطة، أشار السيد عيسى خلال ندوة صحفية إلى أن «الندوة الوطنية لإطارات الشؤون الدينية والأوقاف هذه السنة، تقرر تنظيمها بولاية قالمة، تكريسا لمبدأ اللامركزية، مذكرا بأن اللقاء يعد أول ندوة لإطارات الشؤون الدينية والأوقاف بعد مصادقة البرلمان على مخطط عمل الحكومة، وسيتبع حسبه بنشاط وزاري مكثف، لمتابعة بعض مشاريع القطاع كبناء المساجد والمدارس القرآنية فضلا عن لقاءات مع بعض الأئمة وممثلي المجتمع المدني.
وبخصوص الأملاك الوقفية، قال الوزير إن وزارته تعمل على إحصاءها بعد ما تم تحويلها إلى وزارة الشؤون الدينية، معتبرا هذا المهام، عمل صعب بفعل عوامل كثيرة، أهمها العامل التاريخي، حيث تعود هذه الممتلكات إلى العهد الاستعماري، وتمت مصادرة العديد من الأملاك الوقفية وأصبحت أملاكا عامة، تحت تصرف المعمرين. وذكر في نفس الصدد بأن وزارته تعمل الآن على البحث على وثائق لمخطوطات ومصادر في مركز الأرشيف الوطني ومخازن الدول التي مرت على الجزائر، وذكر الوزير، بالمناسبة، بأن الوزارة سنتتهج سياسة جديدة لتفعيل أملاكها الوقفية من خلال إعطاء صلاحيات أكبر لمديري الشؤون الدينية عبر الولايات من أجل بحث فرص الاستثمار الجيد على أملاكها الوقفية واستحداث مناصب عمل جديدة، معلنا عن جعل ولاية قالمة نموذجا ضمن هذا المسعى.
من جانب آخر، أعلن السيد عيسى عن إنشاء هيئة الإفتاء قبل نهاية 2017، لتكون عملية بشكل رسمي مطلع 2018، وستكون هذه الهيئة حسبه، فضاء مكملا لجهود المجالس العلمية التي ستصبح عضوا دائما فيها، مع توسيع العضوية إلى الجامعيين والفاعلين والباحثين، على شاكلة المجمع الإسلامي التابع لمنظمة التعاون الإسلامي. كما أعلن الوزير عن إنشاء المرصد الوطني لمكافحة التطرف المذهبي في غضون ديسمبر 2017، على أن ينطلق في نشاطه الرسمي مطلع 2018.
وفيما يخص مشاركة الأئمة وموظفي القطاع في الانتخابات المحلية القادمة، أكد السيد عيسى أن الوزارة راسلت المديريات الولائية للتعرف على الأئمة وأعوان المساجد المرشحين للانتخابات البلدية والولائية، موضحا أن هؤلاء سيستفيدون من العطلة الإجبارية ويمنعون من أي نشاط ديني في المساجد، خلال فترة الحملة الانتخابية وذلك تطبيقا لقوانين الجمهورية، داعيا المديرين المحليين إلى أخذ الاحتياطات لتعويض المرشحين في الانتخابات بأعوان آخرين. للإشارة، فقد قام وزير الشؤون الدينية والأوقاف بولاية قالمة إلى بوضع حجر الأساس لمدرسة قرآنية داخلية بمسجد الصفا والمروة ببوشقوف، كما عاين مسجد «الهدى» بمدينة قالمة.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)