لم تكن الأجواء حماسية بالمرة، أمس، في مقر حمس، قياسا بكل الاستحقاقات الانتخابية السابقة، فللمرة الأولى يشهد مقر الحركة حركية ضعيفة في متابعة الانتخابات، وسط تقارير كانت تتهاطل من الولايات تتحدّث عن تزوير وإنزال عسكري في مراكز الاقتراع.
منذ الصباح الباكر التحقت كوادر الحركة بالمقر المركزي، لبدء متابعة الانتخابات. غرفة العمليات التي أقامتها الحركة في الطابق الأول من المقر، تحت إشراف وزير النقل السابق، سيد أحمد بوليل، تضمّ ثمانية كوادر، يشرف كل منهم بمتابعة العملية الانتخابية في ثماني ولايات. وتحاول الحركة أن تعطي الانطباع عن استمرارها في العمل بنفس الأداء التقني والفني، برغم مشاركتها في 50 بالمائة فقط من البلديات.
وفي حدود الساعة الثالثة ظهرا، كانت الصورة قد اكتملت، أو تكاد، بالنسبة لقيادة الحركة، فقد بات في حكم المؤكّد أن هذه الانتخابات لن تكون مميزة عن سابقتها، فيما يتعلّق باستمرار نفس الممارسات والتجاوزات، حيث عقد رئيس الحركة، أبو جرة سلطاني، ندوة صحفية قال فيها ''إن التقارير الواردة من الولايات تؤكّد تسجيل تجاوزات بالجملة في عدد من الولايات، وعن إنزال عسكري ضخم في مكاتب التصويت عبر نقل جماعي للعسكر إلى مكاتب التصويت وتوجيه جماعي في التصويت، كنا قد حذّرنا منه سابقا''، مشيرا إلى أنه ''إذا كان العسكر يصوّتون بهذه الطريقة، فكان يجب فتح الثكنات للأحزاب السياسية لتنشيط حملة انتخابية داخلها''. وأكّد سلطاني أن مسؤولي الحركة، في ولايات بسكرة وبشار وتندوف والأغواط وجيجل، اجتمعوا مع أحزاب أخرى وفكّروا في الانسحاب من العملية الانتخابية، بسبب مؤشّرات التزوير، وذكر، في هذا السياق، خطأ مقصودا استهدف اسم التكتّل الجزائر الخضراء حيث وضعت ورقته تحت اسم ''حزب التحالف''.
وقال سلطاني ''وفق هذه الظروف عيب أن نتحدّث عن انتخابات. وإذا كانت السلطة متمسّكة بنفس ممارساتها، فلتعيّن مندوبيات تنفيذية، دون أن تتعب نفسها وتتعب الأحزاب وتصرف الملايير في الانتخابات''. وقال ''من يعطون الاعتماد للصحف، ويوزّعون الإشهار، ويعتمدون الأحزاب، هم من يديرون هذا الوضع''، وتحدّث سلطاني عن عزوف كبير في هذه الانتخابات، وحذّر من تضخيم نسبة التصويت، واعتبر أن ذلك له صلة ''بفشل الإصلاحات السياسية التي بادر بها الرئيس بوتفليقة، والتي أفرزت واقعا رديئا نقل الجزائر من مرحلة العزوف الانتخابي إلى مرحلة العزوف عن الترشّح من قبل مناضلي الأحزاب السياسية''.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 30/11/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : عثمان لحياني
المصدر : www.elkhabar.com