عوامل أثرت منطقة توات بالمخطوطات

تعتبر منطقة توات من بين المناطق الجزائرية الأكثر احتضاناً للتراث الثقافي المخطوط ، يتوزع هذا الموروث الثقافي عبر أقاليمها الثلاث توات ،قورارة ، تيدكلت .

من بين العوامل التي جعلتها من أثرى المناطق احتواءً للتراث المخطوط نذكر منها :

أولاً : هجرة العلماء إلى منطقة توات وسميت بهذا الاسم لأنها مواتية للعبادة وهذا سبب من الأسباب التي جعلت العديد من العلماء يهجرون إليها حاملين معهم ما يملكون من مخطوطات لأنها تعد من الأشياء الثمينة التي لا يمكن الاستغناء عنها ،والدليل على ذلك هو تواجد أغلب مؤلفات علماء المغرب الإسلامي ومنها المغرب الأوسط داخل خزانات و مكتبات الزوايا والمدارس القرآنية بالمنطقة ،ويأتي على رأس القائمة ما كتبه علماء عاصمة الزيانيين مدينة تلمسان .

ثانياً : كون إقليم توات مفترقاً للطرق التجارية خلال العصور الوسطى ،يرفق هذه القوافل رجال علم حيث أن بعضهم يمارس النشاط التجاري ،فوجدت الأسر العلمية في هذه القوافل الفرصة لكسب المخطوطات وذلك عن طريق شرائها أو نسخها.

كما أن قوافل الحجاج القادمة من جنوب المغرب الأقصى والسودان الغربي كانت سبب في وفرة المخطوطات بالمنطقة ،بحيث هذه القوافل أثناء عودتها من بيت الله الحرام تتوقف فترة من الزمن بمنطقة توات لأخذ قسط من الراحة ،مما سمح للعلماء والطلبة بنسخ المخطوطات التي كانت بحوزتهم واقتناء المخطوطات الثمينة التي لها علاقة بالمواضيع التي تدرس في الزوايا والمدارس القرآنية .