الجزائر

عندما تتدخل الطبيعة



كان لقساوة الطبيعة وما ميزها من تساقط كثيف للثلوج وتدني معتبر لدرجة الحرارة عبر مختلف ولايات الوطن الأثر الإيجابي على سلوكيات الجزائريين خلال اليومين الأخيرين، فالاحتفال بالمولد النبوي الشريف مر هذه السنة دون سماع دوي ''المحارق''، كما مرت الذكرى ولم تنفق العائلات الجزائرية الآلاف من الدنانير في ''حرق'' المفرقعات، ولم تستقبل مصلحة الاستعجالات بالمستشفيات الآلاف من الجرحى المصابين بالحروق، ولم تتدخل مصالح الحماية المدنية لإطفاء النيران... لأن تساقط الثلوج وتدني درجة الحرارة قبل وبعد ليلة المولد أجبرت العائلات الجزائرية على البقاء في البيوت، وعدم المخاطرة بأنفسهم والخروج للشارع والساحات العمومية لـ''حرق'' المفرقعات، وإزعاج الغير بها إلى غاية ساعة متأخرة من الليل مثلما جرت عليه العادة طيلة السنوات الماضية.. بل فضلت الأغلبية منهم الاحتفال بهذه الذكرى العزيزة علينا على الطريقة التقليدية بالشموع والبخور والأجسام المضيئة مثلما كانت تفعل جداتنا في الأزمنة الغابرة..  لقد حققت قساوة الطبيعة ما عجزت عنه طيلة السنوات الماضية تحذيرات مصالح الحماية المدنية وتعليمات ونصائح وزارات الداخلية والصحة والشؤون الدينية الرامية إلى تجنب استعمال المفرقعات وما أكثرها خلال الاحتفال بمولد سيد خلق الله. كما تمكنت قساوة الطبيعة من إخماد نيران حرب كانت ستشتعل ليلة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، فالابتكارات الصينية صنعت في طبعة 2012 مفرقعات شبيهة بالقنابل على غرار ''صواريخ القذافي''، وهي مفرقعات تنفجر على مرتين محدثة دويا رهيبا، و''قذائف الثوار'' وهي مفرقعات شديدة المفعول عند انفجارها، تحدث كارثة على كل من تقع عليه، وتسبب له عاهة مستديمة إلى جانب أنواع أخرى من المفرقعات، أطلق عليها اسم ''بن لادن'' و''تريبل بونب''، و''تيتانيك''، وغيرها من الألعاب النارية تم عرضها خلال الأسابيع الماضية بالأحياء والمحلات والساحات العمومية بأثمان متباينة.   hacined@hotmail.fr


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)