اشتكى سكان قرى قرب منطقة عمال بولاية بومرداس من استفزازات مسلحين في جماعات إرهابية، فرضوا دفع زكاة عيد الفطر. والشائع في نهج هذه المجموعات منذ سنوات، أنها تدفع بشبكات دعم لتكثيف العمل خلال شهر رمضان، قصد جمع المؤونة وتخزينها وتحصيل أموال زكاة الفطر.
تحدثت مصادر تتابع تطورات ملف مكافحة الإرهاب، أن عناصر تتبع تنظيمات إرهابية، تقدمت من سكان قرى قريبة من عمال، أقصى شرقي ولاية بومرداس، تبلغهم بداية جمع مال زكاة الفطر. وقالت المصادر إن الجماعات الإرهابية تفرض أحيانا دفع مال الزكاة نقدا، وأحيانا دفعها قوتا من سميد ودقيق وبقول.
وتسجل دوائر أمنية شكاوى فرض زكاة عيد الفطر بالتوازي مع شكاوى لمزارعين في ولايتي بومرداس وتيزي وزو أساسا، فرض عليهم مسلحون دفع جزية جني المحاصيل سيما من العنب الذي تشتهر بإنتاجه المنطقة ما بين برج منايل إلى غاية شرق تيزي وزو، في حين ترتبط زكاة الفطر بالنسبة لتنظيم مثل القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي بالنصف الثاني من شهر رمضان.
وتشير معطيات أمنية إلى أن بعض الضحايا من سكان عمال بولاية بومرداس، الواقعة ضمن محور نشاط الصفوف الأولى للتنظيم، ألزمتهم عناصر من القاعدة بضرورة تسديد زكاة عيد الفطر، وسجلت شكاوى شبيهة في قرى بولاية جيجل، نبهوا فيها لتعرضهم لعمليات ابتزاز وسلب لأموالهم وممتلكاتهم تحت حجة الزكاة .
وقد لفتت عدة عمليات اعتقال مؤخرا، انتباه مصالح الأمن لهذا المنحى، ففي ولاية البليدة تكشف في سياق التحقيق مع شبكة دعم للإرهاب في منطقة الأربعاء، أن أفرادها درجوا على مد عناصر تنظيم القاعدة بالمؤونة والمعلومات. وترِد في هذا الشأن معلومات أن عددا من سكان قرى على امتداد البليدة شرقا نحو البويرة وتيزي وزو قد أبلغوا عن عمليات ابتزاز يتعرضون لها مع التهديد بالقوة خلال الأيام الفارطة، يطلب فيها مسلحون المؤونة والأموال.
وقد وقع في قبضة الأمن، خلال الأيام الأولى لرمضان، العشرات من المنتسبين لخلايا عملُها دعم وإسناد وتموين العناصر الإرهابية، تتكفل عادة بالتقرب من سكان معزولين لجمع الزكاة إلى غاية نهاية الشهر في سياق نصرة المجاهدين كما يدعي أتباع التنظيم.
ومقارنة بحجم الأموال المحصل عليها من عمليات الخطف أو مهاجمة مراكز البريد، لا تشكل أموال زكاة الفطر الشيء الكثير في غنائم الجماعات الإرهابية، لكنها في زمن التشديد الأمني تنفع في توفير تموين الحد الأدنى من متطلبات الأكل والشرب.
ومعلوم أن من أسباب لجوء وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، إلى إنشاء صندوق زكاة يتكفل بجمع وتسيير الأموال، كان منع مجموعات مسلحة من الوصول إليها، لكن مع ذلك فإن وقوع قرويين تحت طائلة التهديد يدفعهم للتجاوب أثناء جمع الغنائم والمؤونة والابتزاز، وزكاة عيد الفطر.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 22/08/2011
مضاف من طرف : sofiane
صاحب المقال : الجزائر: عاطف قدادرة
المصدر : www.elkhabar.com