عمي رابح رجل في العقد السادس من العمر، صار قصة بقرية برج علي ببلدية سطارة بولاية جيجل، بات حالة نفسية /عضوية نادرة بعد أن خاصمه النعاس منذ قرابة ست سنوات، التقيناه ببيته المتواضع الذي ليس أكثر من سقف يأوي وزجته وأولاده الثلاثة...إنها قصة غريبة، قال لنا عمي رابح الذي تقاعد من الجيش قبل أكثر من عقد، إذ لم تغف عيناه ولو لثانية منذ سنة 2011، ما جعله يدق أبواب الأطباء في كل ولايات الوطن والمستشفيات ولكن دون جدوى. قال لنا أن ما يقارب 170 نوع من الأدوية استهلكها، بما فيها أدوية من دول شتى كالولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا و رنسا دون أن تجعله يضع رأسه على الوسادة لينام ويحلم مثل الآخرين. ما جعله ظاهرة نادرة، اذ تجده في كل ساعات الليل يجول قريته ولا ساعة تحبسه بالبيت بعد ان تشابه الليل والنهار لديه.
زوجته أصرت أن ننقل معاناة هذا الرجل الذي صار القلق والتعب علامته المميزة، ما جعل حياة الأسرة جحيما لا يطاق، فلا طبيب الأمراض العقلية اعترف بجنونه ولا المخابر كشفت عن دائه، ليبقى عمي رابح الذي كثيرا ما يستنجد بقراءة القرآن الذي يحفظ أجزاء كثيرة منه لتخفيف ألمه وتعبه بعد أن جرب كل الأدوية وشيوخ الرقية، ليبقى حلمه أن ينام ولو ساعة في الشهر حتى يواصل الحياة ويقوم بأولاده القصر وآخر آماله أن يجد أذنا صاغية لدخول مستشفى عين النعجة، بعد أن استعصت كل الحلول في أن ترقد جسدا ورجلا قال لنا سكان برج علي أنه كان تقيا ورجلا صالحا قبل أن يبتلى بهذا المرض.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 25/02/2018
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : صالح ع
المصدر : www.horizons-dz.com