لا تزال ذكرى المحامي والقاضي السابق محمد بلبيض راسخة في أوساط أصحاب الجبة السوداء وهو الذي عُرف ب"أب المحرومين "، ولم يكن أحد يعتقد أن له عدّوا يكّن له حقدا لدرجة تصفيته جسديا.بتاريخ ال 17مارس من سنة 2012 ظهر المحامي بعد اختفاءه في ظروف غامضة، ولكن هذه جثة هامدة ملقاة داخل بئر.اهتزت ولاية الجلفة على وقع خبر مقتل عميد المحامين بالولاية والكّل تساءل عن ظروف وأسباب الجريمة وهوية الجناة الذي أصّروا على إزهاق روح الضحية خاصة أن المحامي المذكور تعرّض منذ حوالي 20 يوماً من مقتله إلى اعتداء بعين وسارة، أصيب على إثره بجروح خطيرة في الرأس، استدعت نقله إلى لمصلحة الاستعجالات لتلقي العلاج. الجاني ينسج سيناريو محكماأخطر أبناء الضحية المحققين أن وكيل أعمال والدهم وهو شاب في العقد الثاني من العمر ربّاه الضحية منذ أن كان في السابعة وعقب اختفاء والدهم أخبرهم أنه التقاه رفقة شخص مجهول في المزرعة، وحاولوا الاتصال بوالدهم، إلا أنه نسي هاتفه في المنزل قبل خروجه، هنا استشعروا أن مكروها قد وقع لوالدهم خاصة أنه تعرّض لحادث اعتداء بعد خروجه من المسجد قبل أيام.واتجهت شكوك المحققين إلى ذات الشاب وهو مسير ووكيل أعمال الضحية، فالأخير كان مالكا لشركة محاماة لها فروع بولاية الجلفة، حاسي بحبح وعين وسارة. جثة الضحية داخل بئرجاء ذلك بعد حصولهم على معلومات تفيد أن المشتبه فيه كان مقّربا جّدا من الضحية وأوكله له مهمة تسيير كل أملاكه، ليتم توقيف الأخير وإحالته على التحقيق، أنكر المتهم الرئيسي في البداية ضلوعه في الجريمة ولكن وأمام إصرار المحققين على الوصول إلى الحقيقة اعترف المتهم بفعلته ودّل المحققين على مكان الجثة داخل بئر في مزرعة.تنقلت مصالح الأمن مرفوقة بالحماية المدنية إلى عين المكان أين تم انتشال جثته داخل كيس كبير وتحويلها على مصلحة الطب الشرعي، أين اتضح أنه قتل بطلق ناري.وخلال سماعه على محضر رسمي، سرد الجاني للمحققين تفاصيل الجريمة بعدما لم يجد سبيلا للتملّص من المسؤولية، قائلا"....تناولت معه وجبة الغذاء في البيت، ثم خرجنا إلى إحدى المزارع الكبرى التي يملكها بمنطقة أوسيسيرة وهناك أطلقت عليه النار وتلخصت من الجثة في بئر ". وأرجع الجاني سبب الجريمة إلى اكتشاف الضحية لاختلاسه مبالغ مالية معتبرة. تفاجأ الجميع من نتائج التحقيق فالمتهم كان متأثرا جدا بعد اختفاء المحامي وبقي يبحث مع أفراد عائلة الضحية دون أن يشكوا فيه فهو بمثابة ابنه الصغير. إنكار طيلة يومين من المحاكمة بموجب ملف جزائي قدم المتهم للمحاكمة أمام محكمة الجنايات بمجلس قضاء الجلفة عن جناية محاولة القتل والثانية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد.استمرت جلسة المحاكمة يومين كاملين من شهر جانفي الفارط، بعد أن أوكلت مهمة الدفاع عن الجاني لثلاثة محامين، لكن المتهم أنكر كل تصريحاته التي جاء بها أمام مصالح الضبطية القضائية ونسب التهمة إلى مجهولين، منكرا اتصاله بالضحية بتاريخ الوقائع ولكن كشف المكالمات أكد أنه اتصل به عدة مرات، ما أكد لهيئة المحكمة أن المتهم يحاول التملص من الجريمة، حيث بدا مرتبكا جدا ولم يجد تبريرا لاعترافاته أمام الشرطة سوى أنه تعرض لضغط كبير أثناء التحقيق الأولي. وبعد المداولات القانونية، أصدرت محكمة الجنايات حكما بالإعدام في حق الجاني، وهو نفس الحكم الذي التمسه ممثل النيابة العامة.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 31/08/2015
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : ص
المصدر : www.essalamonline.com