الجزائر

عمل محايد ينتصر للإنسانية



عمل محايد ينتصر للإنسانية
وجد المخرج المصري محمد دياب، من فكرة فيلم "اشتباك" سبيلا لشرح حالة الاختناق والتعصّب معا التي عرفها المصريون بعد ثورة يناير وفور خلع محمد مرسي، من رئاسة البلاد في 2013، فجمع عدّة أطراف من المجتمع على اختلاف تياراتهم السياسية وانتماءهم الديني وميولاتهم في الحياة داخل شاحنة ترحيل تابعة للشرطة، أدخلوا فيها أثناء مظاهرة تندّد بحكم جماعة الإخوان، فتحدث صراعات محتدمة ويصوّر القمع البوليسي ثم يحيل إلى فكرة أنّ كلّ تلك الهستيريا تنتهي ويبقى الإنسان والتعاضد الإنساني الكفيل لبسط التعايش بين كل المصريين دون الجنوح إلى أيّ موقف سياسي.عرض الفيلم الروائي الطويل "اشتباك" الذي دخل القائمة الطويلة للأوسكار لتمثيل مصر، سهرة أول أمس، بقاعدة الحياة "5 جويلية "1962 بالمؤسسة الوطنية للأشغال البترولية الكبرى، ضمن تظاهرة اللقاءات السينمائية بحاسي مسعود، وسط حضور جيد للجمهور، ويروي العمل في 97 دقيقة قصة التقاء عدد من المواطنين المعارضين والمؤيدين لحكم الإخوان في شاحنة الشرطة عبر رحلة طويلة شابها العنف والخوف والتعصّب وحالة من الاختناق وضعها المخرج داخل هذا السجن الحديدي.وأشاد المهتمون بهذا العمل الذي كان تصويره صعبا ذلك أنّ الكاميرا لم تخرج من الشاحنة وفيها 18 شخصا، وتجاوب الجمهور مع القصة المؤثّرة وأخذه ليعيش حالة التوتر العالية التي سادت المكان، وانتصر الفيلم للإنسانية وتجنّب التحيّز لأيّ تيار السياسي، ويدعو المخرج لدحض الهستيريا الجماعية التي صعقت المصريين وقتها والجنوح للقيم الإنسانية التي يراها الأصل والباقي يزول، خاصة مع أيام الغليان السياسي والاحتجاجات التي تلت عزل محمد مرسي إثر انقلاب عسكري مدعوم بمظاهرات شعبية.أوّل المحتجزين كان صحفيا ألصقت الشرطة به تهمة التواطؤ مع الخارج، ومع تواصل الاحتجاجات يجمع أفراد الشرطة الكثير من الناس منهم بتهمة الانتماء للإخوان المسلمين وبعضهم لمجرد الاشتباه في تحريضهم على التظاهر، ثم مع مرور الوقت، يساق إلى الشاحنة السلفيون والمؤيدون للعسكر وآخرون لا علاقة لهم بما يدور في المشهد السياسي.تتحوّل الشاحنة إلى نموذج مصغّر لمصر في استقطابها السياسي وفي غليانها الخانق، وحاول المخرج محمد دياب، أن يضفي الكثير من الإنسانية على رجل الشرطة والأكثر من ذلك تبييض صورته بلوم جهات أخرى، قد يكونون من الإخوان أو المصريين عموما الذين يفشلون في التفاهم.وعقب نهاية الفيلم، تحدّث بطل الفيلم طارق عبد العزيز عن هذه التجربة السينمائية، وقال إنّ العمل شارك فيه 150 شخصا والتصوير كان على الكتف مدة 12 ساعة يوميا لمدة 6 أشهر، وأضاف أن الهدف من الفيلم هو "نشعر المتفرج بالهستيريا والتعصّب".وأضاف ضيف حاسي مسعود، أنّ التعصّب للسياسة أو كرة القدم ينتهي ويبقى الإنسان الذي لابدّ له من التكاتف والترابط من أجل تعايش آمن ومن أجل إحياء الإنسان، دون أن يرضي أي طرف.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)