الجزائر

عملية السلام تراوح مكانها باليمن رغم الجهود الأممية المكثفة لإيجاد مخرج سلمي للأزمة



عملية السلام تراوح مكانها باليمن رغم الجهود الأممية المكثفة لإيجاد مخرج سلمي للأزمة
لاتزال عملية السلام تراوح مكانها في اليمن. فبالرغم من الجهود المكثفة للمبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ، من أجل إيجاد مخرج سلمي للأزمة التي تعصف بالبلاد منذ قرابة عامين، إلا أن رفض الحكومة لخطة السلام الأممية وإعلان الحوثيين ل"حكومة انقاذ وطني" من جانب واحد، يحول دون ذلك.وقد اتخذت الأزمة اليمنية منعرجا جديدا، في نهاية أكتوبر الماضي، بعد رفض الرئاسة والحكومة خارطة الطريق الأممية وتأكيدها على أن مرجعيات الحل السياسي المتوافق عليها محليا ودوليا والمتمثلة في المبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل وقرار مجلس الأمن الدولي 2216 هي "المفتاح" الحقيقي للخروج من الأزمة، مشددة على تمسكها بشرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي.وتنص خارطة الطريق الأممية على تعيين نائب جديد للرئيس تتوافق عليه كافة أطراف العملية السياسية وتنقل إليه الصلاحيات في فترة انتقالية تجرى بعدها انتخابات رئاسية في البلاد، على أن يتم سحب المسلحين الحوثيين من العاصمة صنعاء وتسليم الأسلحة، وتشكيل حكومة وحدة وطنية وهي البنود التي رفضها الرئيس اليمني.ومن أجل تصحيح المسار وإنجاح مساعي السلام وفقا للمرجعيات المحددة لحل الأزمة، سلم الرئيس اليمني يوم الخميس الماضي للمبعوث الأممي رسالة تضمنت رد الحكومة على خارطة الطريق الأممية.وبهذه المناسبة، أكد السيد هادي تطلعه إلى "سلام جاد" لا يحمل في طياته بذور حرب قادمة وبما يؤسس لمستقبل آمن لليمن وأجياله القادمة.وبدوره جدد ولد الشيخ التأكيد على حرص المجتمع الدولي على تحقيق السلام في اليمن المرتكز على المرجعيات المحددة المتمثلة بالمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني والقرارات الأممية ذات الصلة ومنها القرار2216.إعلان الحوثيين لحكومة إنقاذ وطني، عامل معرقل للتسوية السياسيةوبالمقابل، استنكر المبعوث الأممي، إسماعيل ولد الشيخ، إعلان تحالف جماعة الحوثي وحزب "المؤتمر الشعبي العام" الذي يقوده الرئيس المخلوع، علي عبدالله صالح، في صنعاء عن تشكيل "حكومة انقاذ وطني"، مؤكدا أنها عقبة جديدة وخطوة في الاتجاه المعاكس لمسار السلام.وشدد السيد ولد الشيخ - في بيان له - على أن هذا القرار لا يخدم مصلحة اليمنيين في هذه الأوضاع الحرجة وان القرار يتعارض مع الالتزامات التي قدمها الحوثيون إلى الأمم المتحدة.ومن جهتها، وصفت الرئاسة اليمنية تشكيل الحوثيين وحلفائهم لحكومة بصنعاء - برئاسة عبدالعزيز بن حبتور - "تأكيد على تعزيز الانقلاب وتنهي أي خطوة ممكنة للسلام".واعتبر الرئيس اليمني أن تشكيل الحوثيون لحكومة بصنعاء "يثبت سوء نواياهم" وهم بذلك "يقضون على ما تبقى من آمل في مسار المشاورات وينسفون كل جهود الحوار والسلام".يشار إلى أن الحكومة المعلنة من قبل الحوثيين قبل أكثر من أسبوع، أدت اليمين الدستورية أمام رئيس المجلس السياسي الأعلى (شكله تحالف الحوثي وصالح نهاية يوليو الماضي) صالح الصماد في القصر الجمهوري بالعاصمة.ويسيطر الحوثيون وحلفاؤهم على العاصمة صنعاء منذ 28 سبتمبر من العام 2014 فيما تتخذ حكومة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي من مدينة عدن بالجنوب "عاصمة مؤقتة" للبلاد.الجيش اليمني يستعيد مزيدا من المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيينوبالموازات مع ذلك، وميدانيا، يواصل الجيش اليمني بدعم من قوات التحالف العربي، عملياته العسكرية ضد المسلحين الحوثيين المتمركزين في شمال البلاد، حيث تمكن مؤخرا من استعادة مزيد من المناطق التي كانت تحت سيطرة المتمردين.فقد حقق الجيش اليمني تقدما جديدا في محافظة (صعدة) بشمال البلاد بعد معارك عنيفة مع المسلحين الحوثيين وتمكن من استعادة السيطرة على 14 موقعا عسكريا في محيط منفذ (علب) الحدودي وتمكنت من استكمال على منطقة (الجمرك) في منطقة (مندبة) الاستراتيجية التابعة لمديرية (باقم).وتواصل قوات الجيش تقدمها لبسط السيطرة على مديرية باقم بشكل كامل تمهيدا لتحرير كافة مديريات محافظة صعدة من المسلحين الحوثيين.وعلى الصعيد الإنساني، اتهم منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن، جيمي ماغولدريك، المجتمع الدولي بغض الطرف عن "كارثة إنسانية" متفاقمة في اليمن، مؤكدا أن الأطفال يموتون جوعا بسبب تجاهل المحافل الدولية لسد النقص في تمويل المساعدات الإنسانية بشكل غير عادي.وفي هذا الصدد، أشار المسؤول الأممي إلى انهيار البنية التحتية في اليمن وفقدان أكثر من نصف السكان للوسائل الضرورية لتلبية احتياجاتهم الأساسية.واستطرد المسؤول الأممي قائلا: "هناك أزمة ونحن فقط نتجاهلها وستلاحقنا فيما بعد، وذلك لأن عواقب عدم اكتراثنا بالملف اليمني سترتد علينا". الجهود ليست كافية لأن الضغوط كبيرة والموارد شحيحة.وتخوض القوات اليمنية بدعم من تحالف عسكري عربي تقوده السعودية، معارك ضد الحوثيين وحلفائهم منذ أواخر مارس من العام 2015 لمنعهم من السيطرة على مقاليد الحكم في البلاد.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)