بقلم: عميرة أيسر*
المتابع للباقة البرامجية الجزائرية على العموم وخاصة تلك التي تعرض على شاشات القنوات الخاصة على وجه التحديد يلاحظ انتشار ظاهرة التقليد واستنساخ البرامج بل وسرقتها من قنوات عربية وأجنبية أخرى فهذه الظاهرة الإعلامية التي كنا نعتقد بأنها ستزول وتختفي كلية من السَّاحة الإعلامية الجزائرية بعد انقضاء شهر رمضان الكريم وخاصة تلك البرامج الترفيهية الموجهة للعائلات أو تلك التي تعتمد على الألعاب الذهنية أو برامج المسابقات ولكن يبدو أن هذه الظاهرة أخذت أبعاداً ومنحنيات أخرى في الفترة الاخيرة واتسعت دائرتها لتكون هي الأساس الذي تبني عليه القنوات الخاصة شبكتها البرامجية إذ أن هناك الكثير من هذه القنوات لجأت إلى سرقة برامج ألعاب معينة من قناة فضائية تونسية معروفة بل قامت بالاستعانة ببعض العاملين في تلك القناة من أجل تصميم نسخ طبق الأصل من تلك البرامج وذلك طمعاً طبعاً في استقطاب أكبر شريحة من الجمهور الجزائري بغض النظر عن سطحية هذه البرامج أو عدم مراعاتها لتقاليد وأعراف المجتمع الجزائري وهناك قناة أخرى يخرج علينا مقدم برنامج معين فيها في كل مرة ليؤكد لنا بأنَّ برنامجه فريد من نوعه ولا يوجد في أي مكان أخر وهو قد سرق جميع تفاصيله وفقراته من برنامج يبث على قناة لبنانية ويقدمه الإعلامي اللامع بيار رباط واسم البرنامج هو
منا وجر وخاصة تلك الفقرة التي تتحدث عن أخطاء القنوات الجزائرية والعربية والتي كان هذا البرنامج اللبناني المأخوذ عن برنامج فرنسي السَّباق إلى تناولها كجزء من محتوى هذا البرنامج الترفيهي الأمر لم يقتصر على البرامج الترفيهية أو برامج الألعاب والمسابقات فقط بل تعداه إلى البرامج السِّياسية الحوارية والتي يحاول معظم مقدميها أن يظهروا إما بصورة الأبطال الذين لا يشق لهم غبار أوقد يحاول بعض هؤلاء و بطريقة لا إرادية منهم ربما أن يكونوا نسخاً طبع الأصل عن محاورين إعلاميين عرب اشتهروا بتقديم هكذا نوعية من البرامج السِّياسية من أمثال فيصل القاسم أو أحمد منصور أو غيرهم .
إذ أن المطلع على هذه النوعية من البرامج يلاحظ أن هؤلاء المقدمين لها يحاولون دائما استخدام نفس الألفاظ والعبارات وأحياناً طرح نفس نوعية الأسئلة على ضيوفهم بنفس الكيفية أو الطريقة التي يطرح بها هؤلاء المحاورين العرب الأسئلة على ضيوفهم دون الأخذ بعين الاعتبار الفارق الكبير بينهم وبين هؤلاء الإعلاميين العرب في التجربة المتراكمة أو ظروف العمل المهنية أو الإعلامية التي تختلف كلية بين الإعلام الجزائري الخاص وبين قنوات عربية إعلامية كبرى يعتبر بعضها بمثابة إمبراطوريات إعلامية ضخمة حجم رأسها قد يصل إلى 2 مليار دولار سنوياً وحتى في نوعية البرامج الرياضية. فالأمر سيان إذ أن معظم البرامج الرياضية الجزائرية مأخوذة من قنوات بي أن سبور وغيرها غياب الإبداع و الابتكار في نوعية البرامج الجزائرية يصيب المشاهد العادي بالسأم والضجر إذ أنه يرى نفس هذه البرامج في قنوات عربية وحتى أجنبية طبعاً مع وجود اختلاف طفيف في نوعية المحتوى وكذلك اختلاف اللهجات وخصوصية كل منطقة وبلد عربي ولكن جوهرها هو نفسه بالرغم أن هناك العديد من القنوات الخاصة وحتى العمومية في الجزائر قد تصل ميزانيتها السنوية المخصصة لدعم وتطوير شبكاتها البرامجية إلى أرقام فلكية ولكن اعتمادها على التقليد البرامجي و غياب روح المسؤولية الإنتاجية و رفض بعضها للأفكار الإبداعية وللبرامج الهادفة الخلاقة بدعوى أن مردودها المادي ضعيف ينفر الكثيرين من متابعتها إذ أصبحت هذه القنوات في معظمها تسعى إلى البحث عن كيفية تحقيقها لربح السريع ودون بذل أي جهد فكر أو إبداعي يذكر وهذا ما يجعل إعلامنا المرئي في معظمه لا يرقى إلى مستوى المنافسة الإعلامية سواءٌ على السَّاحتين المغاربية أو حتى العربية في ظلِّ غياب سياسة وطنية إعلامية يشرف على تنفيذها مختصون في القطاع لنهوض بالإعلام بمختلف أنواعه وخاصة الإعلام المرئي.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 03/02/2018
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : أخبار اليوم
المصدر : www.akhbarelyoum-dz.com