أكد المجاهد علي هارون بأن عمليات “موربيان” التي خلفت 188 جريح و82 قتيل، كانت بمثابة جبهة جديدة تم فتحها بفرنسا لنقل الثورة إليها، ساهمت في تحقيق أهم الأهداف وفي مقدمتها إعطاء الصدى للحرب التحريرية و لجبهة التحرير الوطني، من خلال العمليات التي تحدث على التراب الفرنسي والتخفيف من ضغط الجيش الفرنسي على المجاهدين في الجزائر بترك جزء منه يؤمن ترابها وعددهم 80 ألف.
أشار علي هارون في مستهل مداخلته لدى تنشيطه أمس ندوة تاريخية مندرجة في إطار الاحتفالات المخلدة للذكرى الخمسين لاسترجاع السيادة الوطنية وإحياء الذكرى 54 لعمليات “موربيان” التي وقعت في شهر أوت من العام 1958، إلى أنه لا ينشط ندوة بقدر ما يسرد وقائع تتعلق على وجه التحديد بهذه العمليات ولم يفوت الفرصة لتسليط الضوء على مساهمة الجالية التي انخرط 80 بالمائة منها في الثورة على الأراضي الفرنسية.
واستنادا إلى ضيف “منتدى المجاهد”، فانه في العام 1957 بادر الشهيد عبان رمضان بتعيين علي بوداود على رأس الفيدرالية بعد توقيف 3 أو 4 فدراليات لتحقيق أهداف واضحة ويتعلق الأمر ب”تنظيم الهجرة”، والتعريف بوجهة نظر جبهة التحرير الوطني لاسيما وأن الكلمة التي تخرج من فرنسا لها صدى كبير وكذلك الشأن بالنسبة للأحداث التي تقع على أرضها لأن الإعلام يسلط عليها الضوء بدرجة أكبر، أما الهدف الثالث والأهم الإبراز بأن الأمر يتعلق بحرب في الجزائر لأن فرنسا كانت تستعمل فيها سلاح “النابالم” لاطلاع الشعب الفرنسي ومن خلاله كل الدول بمعاناة الشعب الجزائري.
ومن جهة أخرى، ساهم إعادة تنظيم الفدرالية في خلق جو امن حسب ما أكد ذات المجاهد من خلال تخفيف الجهاز الأمني في إشارة إلى عدد الجنود الذين ترسلهم فرنسا إلى الجزائر، ونظرا للقيام بهذه العمليات اضطرت فرنسا إلى تقليص عددهم والإبقاء على 80 ألف جندي لتأمين أراضيها، مشيرا إلى أن هذه المهام أسندت إلى أفواج منها فوج عسكري وفوج آخر للمواجهة، والمنظمة الخاصة يختار لها المناضلين الذين لديهم استعداد وقدرة على تنفيذ المهمات، تم إرسالهم إلى المغرب بمنطقة لعرايش أين تلقوا تدريبا، وكان الفوج الأول مشكلا من 20 شابا وعدد الأفواج لم يتجاوز الخمسة.
وتم تعيين السعيد بوعزيز على رأس المنظمة الخاصة، وكان بين المناضلين “الأخ نصر الدين ايت مختار” الذي أصدر أمرا بقتله وليس بالقبض عليه، أضاف يقول هارون وعين مسؤولا على النشاط العسكري وتم دعمه بفرعي الاستعلامات والنشاط، ولم يفوت منشط الندوة المناسبة ليسلط الضوء على هذه الشخصية التاريخية الهامة التي بقيت في الظل لافتا إلى أنه كان يزاول دراسته في الطب إلا أنه تركها إبان الحرب التحريرية وأكملها بعد الاستقلال وشغل منصب رئيس مصلحة طب النساء بمستشفى “بارني”.
وفي سنة 1958 كانت المنظمة الخاصة جاهزة للنشاط، وفق ما تقرر في اجتماع جمع القادة الأربعة للنواحي المتواجدة بالولاية السابعة ممثلة في التراب الفرنسي، الذي حدد الانطلاق الرسمي لنشاطها ليلة 24 إلى 25 أوت من تلك السنة على الساعة منتصف الليل، ولعل النقطة الايجابية حسب المتحدث أن المناضلين لم يكونوا يعرفوا بعضهم البعض وفي حال القبض على أحدهم لا يمكن أن يدلي بأي معلومة، أما النقاط المستهدفة فتمثلت أساسا في المصانع منها المنتجة للأسلحة، وكان سلاح المجاهدين البنزين فقط لكن تفجير واحد كان كافيا للتسبب في عدة تفجيرات، أما في الجهة الجنوبية تم استهداف حقول البترول.
وأسفرت العمليات التي تم القيام بها في الفترة الممتدة بين 25 أوت و25 سبتمبر عن تسجيل 188 جريح و82 قتيلا، وكانت بمثابة نفس جديد أعطى بعدا دوليا للثورة المجيدة ساهم فيه أبطال من المهاجرين بينهم عدور اسماعيل وعمور عيساوي ومحمد بخوش وعبد القادر وبلعيد رمضان وبن عيسى عبد القادر وحسين المدعو “موستاش” وشروق حفيظ وتزيبنيت عبدو من غرداية، صدرت في حقهم أحكاما بالإعدام ومن بين 50 حكما طبق 20 منها في حق شباب لم يتجاوز معدل 22 سنة و7 أشهر مثلما هو الشأن بالنسبة للشهيد لخليفي عبد الرحمان البالغ من العمر 22 سنة وبوقندورة الذي صدر في حقه حكمين وتم شنقه.
وخلص علي هارون إلى القول بأن المهاجرين قدموا مساهمات كبيرة في الثورة من أجل استرجاع السيادة الوطنية، مشيرا إلى أنه لا يتكلم باسم الفدرالية وإنما باسمهم جميعا.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 22/08/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : الشعب
المصدر : www.ech-chaab.net