شعر : د. حسان عبابسة/ الجزائر
مِنْ أيْنَ أبْدَأُ يَا قَرْطَاجُ مَلْحَمَتي؟
و هَلْ سَتَرْقَى إلى الأمْجَادِ أشْعَارُ؟
وَ كَيْفَ أبْنِي و أُعْلِي صَرْحَ قَافِيَتِي؟
و كُلُّ حَرْفٍ إذا مَا رُصَّ يَنْهَارُ
أَأَدَّعِي أَنَّ لِي بِالشِّعْرِ مَعْرِفَةً ؟
أوْ أَنَّنِي عَلَمٌ فِي رَأْسِهِ نَارُ؟
أَمْ أنَّنِي القَمَرُ المَرْجُوُّ طَلَّتُهُ
فِي لَيْلِ شِعْرٍ وَ قَدْ خَانَتْهُ أقْمَارُ؟
إِنِّي الشَآوِي الذِّي احْتَرَفَ الهَوَى
وَ هَلْ الهَوَى إلاَّ لَظًى وَ جِمَارُ
إِنِّي الشَآوِي الذِّي احْتَرَقَ ,اكْتَوَى
هَذِي دُمُوعِي أَنْهُرٌ وَ بِحَارُ
يَا تُونُسُ الخَضْرَاءُ يَا مَعْشُوقَتِي
يَا غُرَّةً مِنْكِ البِلادُ تَغَارُ
يَا دُرَّةً صَانَ الزَّمَانُ بَرِيقَهَا
لا الرِّيحُ تُطْفِئُهُ وَ لا الأمْطارُ
يَا نَخْلَة ً نَحْوَ السَّمَاءِ سُمُو قُهَا
حِينَ اسْتَكَانَتْ لِلثَّرَى الأحْجَارُ
المَجْدُ يَأْخُذُ مِنْ سَنَاكِ ضِيَاءَهُ
وَ عَلَى يَديْكِ تَتَلْمَذَ الأحْرَارُ
أنْتِ الرَّبِيعُ الذِّي لاحَتْ بَشَائِرُهُ
لَوْلاكِ لَمْ تَتَفَتَّحْ الأَزْهَارُ
لَوْلاكِ مَا ازْدَانَتْ رِيَاضٌ بِحُسْنِهَا
كَلاَّ . . . وَ لا أَنْ غَرَّدَتْ أطْيَارُ
أَوْقَدْتِ فِي قَلْبِ العُرُوبَةِ جَذْوَةً
ثُرْتِ .. وَ خَلْفَكْ كُلُّهُمْ قَدْ ثَارُوا
مِنْ مِصْرَ, لِلْيَمَنِ الحَزِينِ , لِلِيبْيَا
الكُلُّ فِي وَجْهِ الأسَى ثُوَارُ
الكُلُّ فِي وَجْهِ الظَّلاَمِ مَشَاعِلٌ
وَ الكُلُّ فِي وَجْهِ الدُّجَى أنْوارُ
وَ بِسُورْيَا نَحَرُوا الخُنُوعَ وَ أهْلَهُ
الصَّمْتُ صَاحَ: المَوْتُ .. لا بَشَّارُ
أَسَدٌ عَلَى الشَّعْبِ الأَسِيرِ زَئِيرُهُ
وَ لَهُ إِذَا حَمِيَ الوَطِيسُ خُوَارُ
وَ نَزَعْتِ عَنْ وَجْهِ الطُّغَاةِ قِنَاعَهُمْ
وَ تَرَكْتِهِمْ عُرْيًا فَلاَ أَسْتَارُ
وَ سَقَيْتِهِمْ كَأْسَ المَهَانَةِ عَلْقَمًا
دَارَتْ عَلَيْهِمْ فَالكُؤوسُ تُدَارُ
لَمْ يَعْرِفُوا يَوْمًا حَقِيقَةَ شَعْبِهِمْ
وَ بِأَنَّهُمْ . . . مِنْ دُونِهِ أَصْفَارُ
لَمْ يَعْرِفُوا يَوْمًا إِبَاهُ و عِزَّهُ
لَوْ أَنَّهُمْ عَرَفُوهْ مَا قَدْ جَارُوا
لَوْ أَنَّهُمْ عَرَفُوهْ كَانُوا قَدَّمُوا
عَْدلاٌ وَ إِلاَّ أَنَّهُمْ قَدْ غَارُوا
يَا تُونُسُ الخَضْرَاءُ مَاذَا أَدَّعِي؟
وَصْلاً . . . وَ أَنَّى تُسْعِفُ الأقْدَارُ
يَا تُونُسُ الخَضْرَاءُ مَاذَا أبْتَغِي؟
صَفْحًا . . . وَ قَدْ خَانَتْنِي الأعْذَارُ
إِنْ قُلْتُ أَنَّ الشِّعْرَ أَضْحَى مَالِحًا
فَالقَوْلُ مِمَّا قَالَ قَبْلُ نِزَارُ
أَوْ إِنْ أَتَيْتُكِ خَاطِبًا مُتَوَدِّدًا
بِالشِّعْرِ . . . غَيْرِي مَهْرُهُ الأعْمَارُ
يَا تُونُسُ الخَضْرَاءُ بَحْرُكِ هَائِجٌ
مُتَقَلِّبٌ . . . قَدْ هَابَهُ البَحَّارُ
يَا تُونُسُ الخَضْرَاءُ مُدِّي لِي يَدًا
خَارَتْ قُوَايْ . . . وَ هَدَّنِي الإِعْصَارُ
مَا عَادَ لِي مِنْ شَاطِئٍ لِيَضُمَّنِي
المَدُّ يَجْزُرُنِي . . . وَ الجَزْرُ جَزَّارُ
يَا تُونُسُ الخَضْرَاءُ مَاذَا بَيْنَنَا؟
عِشْقٌ . . . وَ هَلْ فِي عِشْقِنَا أَسْرَارُ؟
أَمْ أَنَّ عِشْقِي التُّونُسِي خُرَافَةٌ؟
ضَاعَتْ … كَمَا قَدْ ضَاعَتْ الأَخْبَارُ
يَا تُونُسُ الخَضْرَاءُ مَاذَا عِنْدَنَا؟
شَوْقٌ . . . فَهَلْ سَتُحَطَّمُ الأسْوَارُ؟
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 21/04/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : الأيام الجزائرية
المصدر : www.elayem.com