الجزائر

علاقات غير احترافية



علاقات غير احترافية
عندما سئل المدرب الوطني حليلوزيتش عن دواعي استنجاده باللاعب الدولي السابق يسين بزاز، الذي ينشط اليوم في صفوف نادي شباب قسنطينة لم يتوان في الرد سريعا، حيث أكد بأنه تابع عودة اللاعب بقوة خلال لقاءات فريقه في المدة الأخيرة، غير أنه أضاف كذلك بأنه أخذ برأي مدرب الشباب القسنطيني الفرنسي روجي لومير، الذي نصحه بجلب بزاز إلى التشكيلة الوطنية بعد الوجه الطيب الذي أبان عليه ولئن كانت النصيحة التي صدرت من لومير قد وجدت صداها عند حليلوزيتش بعد استدعاء بزاز لتربص المحليين، فإن هذا الاتصال الاحترافي الذي تم بين المدربين يطرح أكثر من سؤال عن العلاقة التي توجد اليوم بين المدرب الوطني والطواقم الفنية التي تشرف على أنديتنا والتي لا تتسم بالاحترافية طالما وأنها علاقة شبه منعدمة في غياب أي اتصالات أو إرشادات يقدمها مدربو فرقنا إلى حليلوزيتش مثلما هو معمول به في كامل البلدان التي تسعى لتحسين مردود منتخباتها الوطنية، طالما وأن أي مدرب وطني لا يمكنه بأي حال من الأحوال أن يتابع كل اللاعبين الذين ينشطون في الدوري المحلي، وبالتالي يتعين على أي مدرب أن يتابع مردود لاعبيه ويخطر الطاقم الفني الوطني بكل صغيرة وكبيرة وهو الأمر الذي لا نجد له أثرا ليس فقط في عهد المدرب حليلوزيتش ولكن عبر كل المراحل التي مرت بها التشكيلة الوطنية.
إن انعدام تقاليد كروية في الوسط الكروي الجزائري جعلت أي مدرب وطني سواء كان محليا أو أجنبيا يبقى معزولا تماما ولا تربطه أي علاقات مع مدربي الأندية، بل ولا توجد أي اجتماعات دورية بين الطرفين، وفي غالب الأحيان يسعى بعض رؤساء الأندية إلى انتقاد خيارات المدرب الوطني كونه تجاهل أحد عناصره البارزة أو التي يراها قادرة على تقديم الإضافة إلى النخبة الوطنية، وغالبا ما تكون ردود فعل هؤلاء الرؤساء غير بريئة ولا تهدف إلى خدمة المنتخب الوطني بقدر ما تخدم مصالح هؤلاء الرؤساء الذين يستغلون تواجد لاعبيهم مع المنتخب الوطني واكتسابهم الصفة الدولية لزيادة أسهمهم في سوق الانتقالات، فكم من لاعب محلي جلب إلى ناديه صفقات كبيرة، وكم من رئيس فريق ضاعت منه الملايين بسبب عزوف الناخب الوطني على استدعاء لاعبيه، وكل هذا يحدث والجزائر تعيش عامها الاحترافي الثالث.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)