الجزائر

عظمة السُلطة المتسلطة!



عظمة السُلطة المتسلطة!
بقي حماري متكوما في فرشته ليهرب من البرد الذي كاد أن يشله ومع ذلك قرر أن يتكلم بعد أن خرج من صدمته وقلقه وصمته، ليقول بأن الحديث عن الرئاسيات القادمة سابق لأوانه وبلخادم بكلامه هذا يريد خلط الأوراق وإبعاد الناس عن التفكير في المسائل الحقيقية التي تعنيهم بتشويش أفكارهم بهذا الكلام.
قلت مُحتجا على كلامه، ولكن يا حماري هل تظن بأن الشعب ليس منشغلا بالوضع الجديد حتى تذهب بتحليلاتك إلى هنا؟
نهق نهيقا مخيفا وقال.. الله يستر من اللي جاي وأصبح مصطلح انتخاب يرادف القلق والفزع والتزوير وكل الكلمات المرادفة له من احتيال ونصب وغيرها.
قال ساخرا.. الشعب يا عزيزي أصبح له وعيا سياسيا وهذا ما يزعج السلطة، لأنها تكره المواطن الحذق الذي يفهم حقوقه ويعرف واجباته، لذلك تريده دائما خانعا، مشوشا، لا يعرف رأسه من رجليه.
قلت.. وهل وعي الشعب هو الذي أفرز هذه الانتخابات الأخيرة وجعل الأفلان يتصدر النتائج؟
قال.. الوعي موجود ولكن السلطة استعملت كل أساليبها لتدجين هذا المواطن وتسييره حسب رغباتها وأهدافها، متناسية أنه أيضا يملك توجهات وأهدافا.
قلت مندهشا.. وهل أهداف الشعب تختلف عن أهداف السلطة يا حماري؟
قال ضاحكا.. متى رأيت شعبا راضيا عن سلطته؟ هل قرأت هذا في التاريخ؟ ألم تسمع عن التمرد والثورة ومرادفاتها؟
قلت.. سمعت ولكن كنت أظن أن الدولة هدفها الأول هو خدمة الشعب والمحافظة على مصالحه وأهدافه؟
قال ناهقا.. هذا في الكتب والنظريات فقط أما في الوقاع فإن العلاقة “ماتشكرش".
قلت.. إلى هذا الحد أصبحت السلطة تشكل خطرا على الشعب؟
قهقه عاليا وقال.. ولكن في بعض الأحيان تكون حنونة لدرجة أنها لا تريد إتعاب الشعب وتمارس التصويت بدلا عنه حفاظا أيضا على مصالحه وأهدافه.
قلت.. سبحان الله كم هي عظيمة هذه السلطة المتسلطة.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)