عطلة الحكومة

تعبت .. فعلا لقد تعبت الحكومة، لأنها تمكنت من إخماد نار الزيت والسكر، كما نجحت في إخماد إضرابات عمال قطاع التربية والتعليم العالي والصحة والحرس البلدي والطلبة وعمال قطاع السكن والبريد والمالية والخطوط الجوية الجزائرية، وعمال قطاع السكك الحديدية وعمال الإذاعة الوطنية، حتى راقصو البالي الوطني نجحت الحكومة في إجلائهم إلى خارج البلاد، لأن الضجيج المثار من حولهم ربما لا يسمح لها بالمزيد من الرقص والتطبيل، لذلك من حق الحكومة أن تضرب هي الأخرى عن العمل لكن على طريقتها الخاصة طبعا.
تعبت... فعلا لقد تعبت الحكومة، تعبت من رنين هواتف وزرائها، ونواقيس الخطر في شتى القطاعات التي تشرف عليها، ومن حق الحكومة أن تنال حقها من الراحة في منتجعات أوروبا وسواحل المتوسط الخلابة في فرنسا وسويسرا وإسبانيا، مادامت تلك البلدان لن تعرف زحاما عربيا من قوافل الملوك والأمراء والقادة والرؤساء وأبنائهم وذويهم وحاشيتهم هذا العام، لأن الجميع منشغل إما بالثورات المشتعلة، أو بتلك التي في طريق الاندلاع.
في المقابل للشارع السياسي والشعبي عندنا رأي آخر، فهو يتمنى للحكومة عطلة مفتوحة لا نهاية لها، شأنها شأن المجلس الشعبي الوطني ومجلس الأمة، وعندما تفشل الحكومة في ضبط قوائم الاستفادة من السكنات الاجتماعية ووضع الآليات التي تسمح بالتحكم أكثر في حركة الشارع، وعندما تفشل الحكومة في توقّع ردة فعل الشارع، وعندما تفشل الحكومة في ضمان تدفق الطاقة الكهربائية، وعندما تفشل الحكومة في التواصل مع الرأي العام، وعندما تفشل الحكومة في التعامل مع نخبة المجتمع من أساتذة الجامعات وأطباء المستشفيات، وعندما تفشل الحكومة في التعامل مع ملف الخدمات الاجتماعية لعمال التربية وملايير الدينارات التي تنافس ميزانيات الدول المجاورة.. عندما تفشل في كل هذا .. من حق الناس أن يدعوا لها بالرحيل وأن يطالبوا لها بعطلة مفتوحة..