يتفق أغلب النقاد والكتاب الذين اطلّعوا على الأدب الصيني على أن باكين هو أكبر روائي صيني في القرن العشرين، فقد ترجمت روايات إلى أكثر من عشرين لغة في العالم ونالت رواجا لا تعرفه إلا الأعمال السردية ذات المستوى الرفيع. عرف باكين كل حقب الصين التاريخية خلال القرن العشرين، الخطيرة ـ المأساوية أو الثورية ـ العظيمة كمسيرة 1949 ـ 1950 التي قادها ماو تسي تونغ، والشيوعيون ضد النظام الفاسد الموالي للإستعمار الإنجليزي / الأمريكي.
ولد باكين سنة 1904 في مدينة شانغ دو، إحدى أهم مدن الغرب الصيني الغني بثرواته المعدنية وبفلائحه المتنوعة التي تنتجها أراض خصبة شاسعة لا يحدها بصر الإنسان.
شارك باكين، ككل أبناء جيله، في تشييد الصين الحديثة وجعلها إحدى القوى العالمية الكبرى المهابة.
حين زارت الفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطنية بكين، عاصمة الصين، في ربيع سنة 1960، كان الروائي الكبير باكين أحد أهم الشخصيات الثقافية الحاضرة في مسرح بكين، أكبر مسارح العالم على الإطلاق.
وغداة الحفل البهيج الذي استمر حتى الثانية صباحا، كتب باركين أول مقالاته عن الثورة الجزائرية المظفرة نشر مقال الروائي الكبير في جريدة "اتحاد الكتاب الصينيين"، وكان بعنوان "انتصار الجزائريين". كان فنانو الجزائر الثائرة قد أثروا في باكين تأثيرا كبيرا فرأى من خلال غنائهم وتمثيلهم المسرحي وإلقائهم لقصائد الغضب ضد الإستعمار الظالم، رأى أن الجزائر منتصرة لا محالة، ذلك أنه كتب في هذا اليوم المشهود ما يلي:"فن فرقة الجزائر الثائر الذي استمتعنا به البارحة في مسرح بكين الكبير لا يمكن أن ينبع إلا من أعماق شعب يملك مصيره بيده، ذلك أن مطربي ومسرحيي وشعراء الجزائر هم اليوم في مستوى عظمة هذه الثورة المسلحة التي زعزعت كيان ثاني أكبر استعمار في العالم، إن انتصار الجزائريين على الإستعمار الفرنسي لم يعد بعيدا".
كانت جريدة "اتحاد الكتاب الصينيين" تسحب يومها 500 ألف نسخة، وكانت أولى الجرائد النخبوية في بلد باركين العظيم.
يمكن للقارئ أن يجد في مكتبات الجزائر روايتي باكين: "حديقة الراحة" و"ليلة جليدية" (باللغة الفرنسية).
يكتبها: جيلالي خلاص
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 20/02/2012
مضاف من طرف : sofiane
المصدر : www.al-fadjr.com