"في سفوح الجبال، تحت ذرى
الأشجار، خلف الضياء والظلماء
ليس غير الموتى عظاما وأشلاء
وغير إكتابة وبكاء
يانشيد الجزائر يا ساكنا في قعر
أحلامنا وراء منانا
رف فوق الدنيا الحزينة
وابعث لحن حب في تيهنا ودجانا
طف بأنغامك النشاوى على هذي
القرى المستباحة المهدومة
بنداك الرحيم رطّب شفاها
ظامئات أو جبهة محمومة
جاءت الثورة، أشعلوها صورة
حلم مضوّإ الأستار
غلّفها شعب الجزائر بومضي
من سنا المجد والرؤى والفخار"
كانت هذه القصيدة المعنونة بـ"سنا الثورة" هي أول قصيدة تقولها نازك الملائكة في ثورة الجزائر الكبرى.
كأن "ضياء أغسطس" 1955 قد أنار القلم وأثبت له أن الشعب الجزائري عازم فعلا على تحرير بلده وتحرير نفسه من ظلماء العبودية والاستعمار، فقد قام البطل الشهيد زيغوت يوسف بقيادة مجاهدينا البواسل ابتداء من يوم 20 أغسطس سنة 1955 ليشعلوها نارا حامية على الكولون وجيش فرنسا الحڤار وأتباعه الأنذال من الخونة من قسنطينة إلى سكيكدة، من الخروب إلى مشارف سطيف سحق الثوار الجزائريون قوات فرنسا العتية ومحقوا مجدا بنته على أكذوبة حضارة لم تجلب للجزائريين سوى الظلم والدمار.
هللت شاعرة العراق الكبيرة لهذا الانتصار واعتبرته انتصارا للحق على الباطل.
عندما ولدت نازك الملائكة سنة 1923، كانت "ظلماء الاستعمار الإنجليزي" - كما تقول- تُنزل ستارها الحديدي الأسود على بلدها العراق، فتربت وسط عائلة جعلت من المقاومة نبراسها في الحياة، التشاؤم والحزم اللذان طبعا قصائدها الأولى، خاصة في فترة الاحتلال، ناتجان عن المآسي التي عاشتها رفقة عائلتها، بل رفقة كل أبناء وطنها الحبيب. لم يكن الاستعمار الإنجليزي المستبد يرحم أحدا إلا أولئك الذين باعوا أنفسهم للشيطان فخانوا أبناء جلدتهم وسايروا المستعمرين.
كانت نازك الملائكة ثائرة على كل شيء، حتى الشعر العربي ثارت على قوافيه البالية فجد]دتها، فهي رائدة التجديد بلا منازع للقصيدة العربية وهي ـ وهذا فخر لنا ـ أول شاعرة عربية تتغنى بثورتنا.
يكتبها: جيلالي خلاص
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 13/02/2012
مضاف من طرف : sofiane
المصدر : www.al-fadjr.com