الجزائر

عطاف يشارك في أشغال الدورة الأولى للمؤتمر الوزاري للشراكة الإفريقية- الروسية بمدينة سوتشي



عطاف يشارك في أشغال الدورة الأولى للمؤتمر الوزاري للشراكة الإفريقية- الروسية بمدينة سوتشي
بتكليف من رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، شارك وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أحمد عطاف، بمدينة سوتشي الروسية في أشغال الدورة الأولى للمؤتمر الوزاري للشراكة الإفريقية-الروسية. و في مطلع كلمته التي ألقها، شكر الوزير عطاف الرئيس عبدالمجيد تبون، كما أثنى عن السلطات المعنية في روسيا الاتحادية على كرم الضيافة، وعلى سخاء العناية، وعلى التنظيم المحكم لأشغال الإجتماع. و قال عطاف إن الجزائر ترحب أيما ترحيب بالتئام هذا المؤتمر الوزاري في طبعته الأولى، وتؤيد تأسيس هذه الآلية الهامة لإثراء وتعزيز الإطار المؤسساتي للشراكة الروسية-الإفريقية. هذه الشراكة التي تقوم على إرث تاريخي متجذر في الدعم الثمين الذي لاقته الدول الإفريقية، من لدن الأصدقاء الروس إبان الكفاح ضد الاستعمار والاحتلال والهيمنة الأجنبية. و أضاف أن هذه الشراكة التي نمت وتطورت بفعل ما رَصَدَتْهُ روسيا، وما قدمته من إسهاماتٍ معتبرة في سبيل تعزيز قدرات الدول الإفريقية المستقلة ومساندتها في إرساء أسس اقتصاداتِها الوطنية. و صرح الوزير قائلا" هذه الشراكة التي نأمل اليوم في الارتقاء بها إلى أسمى المراتب المتاحة، بناءً على ما يجمعنا من التزامٍ ومن تطلعٍ للإسهام في بناء منظومة علاقات دولية يكون فيها لكل بلدٍ من بُلدانِنا نصيبُهُ المشروع من سُبُلِ الأمن والاستقرار والازدهار، ولنا من المقومات الأصيلة والمتأصلة في التاريخ البعيد والقريب، ما يجعل لقاءاتِنا تختلف عن غيرها من اللقاءات. فهي ليست لقاءاتٍ بين شركاءٍ فحسب، وإنما هي لقاءاتٌ بين أصدقاءٍ تجمعهم الثقة الدائمة، والاحترام المُتبادل، والتطلع المُوَحد لنظام عالمي جديد أكثر استقراراً واتزاناً، وأكثر استجابةً وعنايةً بحقوق كل شعبٍ من شعوبنا، وأكثر تحفيزاً وتدعيماً للتعاون والتكامل عوض التصادم والتصارع، و أضاف بقوله " فإننا نطمحُ اليوم إلى إضافة لَبِنَةٍ جديدة إلى صرح هذه الشراكة المتميزة والواعدة، عبر ضم جهودِنا وتكثيفِها من أجل تجسيد ما أفضت إليه قِمَّتَا سوتشي وسانت بطرسبرغ من قرارات وتوصيات. و  أثنى عطاف على المشاريع المعروضة، من حيث طابعها الشامل الذي لا يستثني أي مجال من مجالات التعاون والشراكة، ومن حيث دقتها ووضوحها، و من حيث أنها تتماهى بصفة كلية مع تطلعات وطموحات القارة الإفريقية في المرحلة الراهنة.  و  في بحر كلامه، قال الوزير، أنه يشيد بالأولويات التي تمت صياغتها وإدراجها ضمن مخرجات الإجتماع اليوم، لاسيما تلك المتعلقة: أولاً، باستكمال مسار تصفية الاستعمار في إفريقيا والقضاء عليه قضاءً نهائياً، لأنه لا مكان للاستعمار، قديمِه وحديثِه، في عالم اليوم وفي إفريقيا اليوم.   ثانياً، تعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرهاب وما يرتبط به من جرائم عابرة للحدود والأوطان، لأن هذه الآفة أضحت تمثل اليوم التحدي الأمني الأبرز الذي يهدد استقرار إفريقيا ويقوض تنميتَها ونهضتَها. ثالثا، تفعيل حلول إفريقية للمشاكل الإفريقية، لأن الحلول المفروضة من الخارج لم تُثبت يوماً دورَها في إطفاء فتائل الصراعات وحلِّ مختلف الأزمات والنزاعات التي تُكابدها دول وشعوب القارة. رابعاً، إنهاء التهميش المفروض على قارتنا في مجلس الأمن الأممي وفي مختلف المنظمات الاقتصادية والمالية والنقدية العالمية، لأن هذا التهميش يُعد أكبرَ مصدر لغياب قارتنا عن صنع القرارات الدولية وحتى تلك التي تعنيها بصفة مباشرة.  خامساً وأخيراً، تعزيز مقومات التنمية الاقتصادية في إفريقيا وتوجيه جهودنا نحو التسريع في تجسيد الأجندة الأممية 2030 والأجندة الإفريقية 2063، لأن تخلف إفريقيا عن ركب التنمية المستدامة سيكون له الأثر البالغ في إطالة أمد التحديات الماثلة أمام دول وشعوب قارتنا. وبذات القدر من الالتزام، فإن الجزائر تدعم الأهداف المسطرة من أجل تعزيز حجم المبادلات التجارية بين إفريقيا وروسيا، وكذا الرفع من قيمة الاستثمارات الروسية بالدول الإفريقية. فالبرغم من كل ما يتربص بها من تحديات وتهديدات، إلا أن إفريقيا ما فتئت تُظهر للعالم أجمع أنها شريكٌ ملتزم، وأنها شريكٌ موثوق، وأنها شريكٌ يسعى على الدوام لبناء علاقات متوازنة تُسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة لفائدة الجميع دون أي استثناء أو إقصاء أو تمييز.
 
 


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)